أعلنت وزارة الصحة السورية عن تفعيل الخدمة في 40 مركزًا مخصصًا للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، موزعة على مختلف المحافظات، داعية المواطنين للتوجه إليها من أجل الاستفادة من خدماتها.
جاء هذا الإعلان بمناسبة "اليوم العالمي لمكافحة التدخين"، والذي شاركت فيه الوزارة أمس السبت، تحت عنوان: "كشف الأكاذيب وحماية الأرواح وكشف جاذبية منتجات التبغ والنيكوتين"، وهو مناسبة عالمية يُحتفل بها في 31 أيار من كل عام وكانت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية قد أقرته عام 1987.
وفي إفادته لحلب اليوم، وصف الطبيب الدكتور عبد العزيز الصالح تلك الخطوة بأنها "جبارة"، حيث "تسهم في مواجهة مشكلة اجتماعية لها أبعاد متعددة، صحيا واقتصاديا وحتى أمنيا"، مضيفا أن "وجود مراكز متعددة سيسهم – على أقل تقدير – بنشر الوعي حول خطورة التدخين بالإضافة لتقديم الاستشارات للمدمنين وتوعيتهم بمخاطر وسلبيات التدخين".
وتوجّه بالنصح إلى كل المدخنين بمراجعة هذه المراكز، فهي "على الأقل تؤدي إلى الاستعداد النفسي والتوعية بمخاطر التدخين، وقد يقدم المركز لهم أدوات للتخلص من هذه المشكلة".
وحول ما تستطيع الدولة فعله لمكافحة التدخين، قال الصالح إن لدى الحكومة عدد من الإمكانات التي تساعد في ذلك، مثل المراكز والكوادر والإعلام، ودور العبادة، وكثير من الطرق التي تساعد على تخفيف التدخين، بل تستطيع حتى قطعه، وتقديم مواد كمرحلة انتقالية قبل التوقف عنه.
ولفت الطبيب إلى أن آخر إحصائية صدرت في مرحلة ما قبل الثورة؛ تؤكد أن 60% من العوائل في سوريا لديها أو فيها مدخنون، "أما اليوم وبعد كل هذه الأحداث والظروف التي مرت بها سوريا والشعب السوري غالبا ازدادت هذه المشكلة وانتشرت أكثر من السابق، بين الرجال وبين الشباب وبين الفتيات والنساء وحتى الأطفال إضافه إلى مشكلة المخدرات وهي مشكلة كبيرة قد تورث مشاكل اجتماعية تحتاج منا استجابة طارئة".
وتوجد عيادات الإقلاع عن التدخين في عدة محافظات، ويهدف برنامج مكافحة التدخين إلى مساعدة المدخنين في الإقلاع عنه، فعند زيارة هذه العيادات يمكنهم الحصول على الدعم والمساعدة اللازمة، مثل العلاج المعرفي والسلوكي بالإضافة للعلاج الدوائي، وفقا لوزارة الصحة.
وتوفر هذه العيادات برامج متكاملة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، بما في ذلك الجلسات الاستشارية، حيث يوجد فريق عمل مركزي ومحيطي، بالإضافة إلى لجنة وطنية لمكافحة التدخين، تهدف إلى زيادة الوعي بأضرار التدخين وتقديم الدعم للمدخنين الراغبين في الإقلاع.
ويتم تقديم الاستشارة الطبية المجانية للمراجعين، فضلا عن توفير بعض المراكز علاجًا دوائيًا، مثل العلاج البديل للنيكوتين، لمساعدتهم على تقليل الأعراض الانسحابية، والدعم النفسي لمساعدتهم على التعامل مع الضغوطات النفسية والاجتماعية التي قد تواجههم أثناء الإقلاع عن هذه العادة.