أكد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، على ضرورة إنهاء عصر القصف المتبادل بين سوريا وإسرائيل، مشددًا على أن الازدهار لن يتحقق لأي من الدولتين في ظل أجواء الخوف. وأشار إلى وجود أعداء مشتركين لسوريا وإسرائيل، وإمكانية لعب دور رئيسي في تحقيق الأمن الإقليمي.
وأعرب الشرع عن تطلعه للعودة إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، ليس فقط لوقف إطلاق النار، بل كضمان أساسي لضبط النفس المتبادل وحماية المدنيين، وخاصة المجتمعات الدرزية في مرتفعات الجولان.
وفي لقاء مع "المجلة اليهودية"، أكد الشرع أن "سلامة دروز سوريا غير قابلة للتفاوض، ويجب حمايتهم بموجب القانون"، وذلك بعد دعوات إسرائيلية رسمية لحماية الطائفة في سوريا.
يذكر أن "المجلة اليهودية" هي مجلة أمريكية أسبوعية مستقلة وغير ربحية تهتم بشؤون الجالية اليهودية في منطقة لوس أنجلوس الكبرى، وتعتبر من أبرز وسائل الإعلام اليهودية في الولايات المتحدة.
ورفض الرئيس السوري الحديث عن التطبيع الفوري مع إسرائيل، معربًا عن انفتاحه على محادثات مستقبلية تقوم على مبادئ القانون الدولي واحترام سيادة سوريا. وأضاف أن "السلام يجب أن يُكتسب بالاحترام المتبادل، لا بالخوف".
كما أبدى الشرع رغبته في الحوار المباشر مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤكدًا حاجة سوريا إلى وسيط "نزيه" لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأعرب عن استعداده للتعاون مع الولايات المتحدة في عدة ملفات، من بينها الكشف عن المقابر الجماعية في سوريا، وتوفير تقنيات ومواد الطب الشرعي، بالإضافة إلى التعاون في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة.
وفي سياق متصل، التقى أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش زيارة ترامب للمملكة العربية السعودية.
وخلال اللقاء، حث ترامب الشرع على الانضمام إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات "أبراهام" التي توسطت فيها الولايات المتحدة في عام 2020.
وأشار ترامب، على متن طائرته المتجهة إلى قطر من السعودية، إلى أن سوريا ستنضم في نهاية المطاف إلى اتفاقيات "أبراهام"، مؤكدًا أن الشرع أبدى موافقة مبدئية، وربط ترامب دخول سوريا بالاتفاقيات باستقرار الوضع في البلاد وتنظيم البيت الداخلي.