حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) من أن الجفاف الشديد الذي يضرب سوريا هذا العام قد يتسبب في فشل حوالي 75% من محاصيل القمح المحلية، مما يهدد الأمن الغذائي لملايين الأشخاص.
ونقلت وكالة "رويترز" عن ممثل "الفاو" في سوريا، توني إيتل، قوله إن الوكالة تتوقع "نقصًا في الغذاء يبلغ 2.7 مليون طن من القمح هذا العام، وهو ما يكفي لإطعام 16.3 مليون شخص لمدة عام كامل".
وأكدت وزارة الزراعة السورية أنها تتخذ إجراءات لمواجهة نقص الغذاء، بما في ذلك تقليل زراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه. وأشارت إلى أن رفع العقوبات الأخير قد يساعد في استيراد الأسمدة وتكنولوجيا الري.
وسلط تقرير صادر عن "فاو" الضوء على الزيادة الحادة في الجوع بسبب النزوح القسري، حيث يعيش حوالي 95 مليون نازح قسريًا، بما في ذلك النازحون داخليًا وطالبو اللجوء واللاجئون، في بلدان تواجه أزمات غذائية، وسوريا من بينها.
كما ساهمت الصدمات الاقتصادية، مثل التضخم وانخفاض قيمة العملة، في تفاقم الجوع في 15 دولة، مما أثر على حوالي 60 مليون شخص، وسوريا من بين هذه الدول.
وأفادت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بأن عدد العائدين من الدول المجاورة تجاوز نصف مليون لاجئ، بالإضافة إلى حوالي 1.2 مليون نازح داخلي عادوا إلى ديارهم خلال الأشهر الخمسة الماضية. وأشارت إلى أن سنوات الصراع والأزمات دمرت الاقتصاد السوري وتركت المنازل والبنية التحتية في حالة خراب، مع بقاء الوضع الأمني "هشًا" في بعض المناطق.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن نقص الفرص الاقتصادية والخدمات الأساسية يمثل التحدي الأكبر أمام السوريين العائدين إلى مجتمعاتهم، مشددة على الحاجة الملحة للدعم الدولي لتعزيز جهود التعافي في سوريا.