أعلن المهندس أحمد كمال شحادة، مدير مشروع إعادة تأهيل محطة الصناعة لضخ مياه الشرب في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، عن إنجاز تشغيل المحطة مجددًا بعد تأهيلها بالكامل وتشغيلها بالطاقة الشمسية، لتخدم أكثر من 57 ألف نسمة بشكل مباشر، ونحو 90 ألفًا كمستفيدين غير مباشرين.
وقال شحادة لمنصة سوريا 24 إن المحطة كانت قد تعرضت لتدمير كامل نتيجة قصف جوي خلال معارك التحرير الأخيرة، ما أدى إلى توقفها بشكل تام، مضيفًا أن منظمة سيران ريليف تدخلت لإعادة بنائها وتشغيلها وفق منظومة طاقة متكاملة.
وأوضح أن المشروع الجديد يعتمد على 580 لوحًا شمسيًا باستطاعة 340 كيلو واط، لتشغيل غاطستين بقدرة 90 حصان لكل واحدة، إلى جانب مضخة أفقية تساعد على تعزيز ضخ المياه. وبيّن أن المشروع يغطي ما يقارب 35% من حاجة المدينة للمياه، مع خطط مستقبلية للتوسعة، خاصة في ظل تفاقم أزمة الجفاف وازدياد الضغط السكاني على الموارد.
وأشار إلى أن المشروع يساهم في تعزيز الأمن المائي في الأتارب، ويشكّل نموذجًا لتوظيف الطاقة البديلة في دعم الخدمات الأساسية.
شهدت مدينة الأتارب افتتاح محطة المياه بحضور محافظ حلب، عزام الغريب، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية وممثلي منظمات المجتمع المحلي، حيث تم التأكيد على أهمية المشروع كأحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في مجال ضخ المياه في شمال غرب سوريا.
ويأتي هذا الافتتاح في إطار الجهود المبذولة لتأهيل البنية الخدمية في المناطق المحررة، وتعزيز الاعتماد على مصادر طاقة مستدامة في ظل التحديات البيئية والاقتصادية الراهنة.
أكد معاون محافظ حلب، بركات يوسف، في تصريح خاص لمنصة سوريا 24، أن المشروع يعكس نموذجًا ناجحًا للشراكة بين منظمات المجتمع المحلي والجهات الرسمية. وأوضح أن توفير المياه في هذا التوقيت الحرج – بالتزامن مع موسم الجفاف – يمثل أولوية إنسانية وتنموية على حدّ سواء.
وقال يوسف إن المشروع لا يقتصر على إعادة تشغيل محطة المياه، بل يتضمن أيضًا صيانة وتحسين أجزاء واسعة من شبكة الضخ، مما يُسهم في تحسين نوعية الخدمة واستقرارها. وبيّن أن المحافظة تتابع عن كثب هذه المشاريع وتدعم المبادرات التي تعتمد على الطاقة المتجددة كخيار استراتيجي للمرحلة القادمة.