الإثنين, 26 مايو 2025 04:36 AM

إهمال يهدد حياة سكان ريف حلب الجنوبي: قرى البرقوم والزربة تئن تحت وطأة نقص الخدمات

إهمال يهدد حياة سكان ريف حلب الجنوبي: قرى البرقوم والزربة تئن تحت وطأة نقص الخدمات

في أقصى جنوب ريف حلب الغربي، تقع قرية البرقوم التابعة لناحية الزربة، وهي واحدة من القرى التي لا تزال خارج دائرة الاهتمام الخدمي، رغم التحديات اليومية التي يواجهها سكانها من انقطاع الخدمات الأساسية، وانتشار الأوبئة، وسوء البنية التحتية، في ظل غياب الدعم الحكومي وتباطؤ الاستجابة من المنظمات.

كهرباء مقطوعة… ومياه لا تصل

يقول طلال الصطوف، أحد سكان القرية: “الكهرباء لا تصل إلا إلى الحارة الشمالية فقط، بينما تبقى باقي الأحياء، مثل الصالحية والمزارع التابعة لها، في ظلام دائم”. أما بالنسبة للمياه، فيوضح أن “القرية تصلها المياه بشكل متقطع، لكن المناطق المجاورة مثل الصالحية والهضبة الخضراء لا تصلها المياه إطلاقاً، رغم حفر بئر منذ فترة، إلا أنه لا يعمل لغياب التجهيزات والتجاوب من الجهات المعنية”.

محمد جويد، مسؤول الخدمات في ناحية الزربة، يؤكد هذه الصورة: “لدينا بئر مياه واحد فقط يعمل، ونحتاج إلى منظومة طاقة شمسية لتشغيله، لأن الكهرباء غير كافية. شبكة المياه تعاني تسربات كثيرة وتحتاج إلى صيانة فورية، وشبكة الكهرباء لا تغطي سوى 70% من البلدة”.

الصحة مفقودة… والأوبئة تنتشر

القطاع الصحي شبه غائب. يوضح الصطوف أن “القرية تعتمد على عيادة متنقلة تأتي مرة واحدة في الشهر فقط، بينما باقي الأيام لا يوجد أي دعم صحي”، مضيفاً أن “انعدام الصرف الصحي أدى إلى انتشار كبير للبعوض والحشرات، والقرية مهددة بكارثة وبائية في حال لم يتم التحرك سريعاً”.

مدارس مدمرة وطلاب بلا دورات مياه

الوضع التربوي لا يقل سوءاً. بحسب قاسم أبو إلياس، المكلف بتسيير مجلس البلدية في البرقوم، فإن “مدرسة شهداء البرقوم تعاني نقصاً كبيراً في المقاعد والنوافذ، ودورات المياه غير صالحة، ما يجبر الطلاب على العودة إلى منازلهم لقضاء حاجتهم”. وأضاف أن “مدرستي الهضبة الخضراء ومزرعة الصالحية خارج الخدمة تماماً، الأولى بلا أبواب وقد تعرضت للحرق والسرقة، والثانية تحتاج إلى بناء مسبق الصنع لاحتضان الطلاب”.

الخبز والنفايات والاتصالات… سلسلة من الأزمات

لا يوجد معتمد للخبز داخل القرية، ما يضطر السكان للحصول عليه من القرى المجاورة. أما النفايات، فتتكدس في الشوارع لغياب الحاويات ووسائل الترحيل، ما يزيد من معاناة الأهالي. وطالب أبو إلياس بتوفير دعم مالي للمجلس المحلي لترحيل القمامة، إضافة إلى بناء مستوصف صحي ولو بتبرعات، لتقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية للسكان. الاتصالات أيضاً شبه معدومة، إذ يوجد مركز هاتف في البلدة لكنه غير مفعل، كما أن مركز أمانة السجل المدني غير مفعل أيضاً، في وقتٍ يعتمد فيه السكان على شبكات إنترنت خاصة محدودة التغطية.

مطالب السكان: صرخة باتجاه الدولة والمنظمات

يطالب الأهالي والمجالس المحلية في البرقوم والزربة بتوسيع شبكة الكهرباء لتشمل كافة الأحياء، وتفعيل البئر المحفور بتجهيزات تشغيل بالطاقة الشمسية، وتأمين حاويات وترحيل للقمامة، إلى جانب بناء مستوصف، وصيانة المدارس المدمرة، وتفعيل مراكز الهاتف والسجل المدني. كما يؤكدون ضرورة تدخل عاجل من المنظمات الإنسانية لتقديم مشاريع مستدامة، خاصة أن هناك مركزاً لأرض جيدة في البلدة يمكن التبرع بها لإنشاء أي مشروع خدمي يخدم المنطقة.

مشاركة المقال: