يواجه قطاع الاتصالات في ريف دمشق، وخاصةً في منطقة التل، تحديات تقنية ولوجستية متراكمة تؤثر سلبًا على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وعلى رأسها خدمة الإنترنت التي يعاني الأهالي من ضعفها بشكل يومي.
يؤكد يمان أبو قبع، رئيس قسم مكتب الاتصالات بمنطقة التل، في تصريح خاص لمنصة سوريا 24، أن المركز يعاني من ضغط عمل هائل بسبب النقص الحاد في عدد الموظفين المتخصصين، مما يؤثر بشكل مباشر على أداء الخدمات وسرعة الاستجابة لطلبات المواطنين. وأوضح أن المركز يحتاج إلى 20 موظفًا على الأقل لتلبية احتياجات المنطقة الشاسعة التي يغطيها مقسم التل، بينما لا يتوفر حاليًا سوى ستة موظفين فقط.
يعتبر قطاع الاتصالات من بين القطاعات الأكثر تضررًا في سوريا منذ عام 2011، حيث تعرضت البنية التحتية لأضرار كبيرة نتيجة التخريب والإهمال، بالإضافة إلى ضعف الاستثمار وغياب الدعم التقني المستمر، مما أدى إلى تدهور مستوى الخدمة. وتعاني معظم المناطق من أعطال متكررة وانقطاعات في خدمة الإنترنت، وعدم القدرة على مواكبة التطور التكنولوجي المتسارع.
تتفاقم هذه التحديات في المناطق الريفية، حيث تتركز الجهود الرسمية في الغالب على المدن، بينما يواجه الريف مشاكله التقنية بمفرده دون حلول فعالة. يشكو السكان في التل والمناطق المحيطة بها من بطء الإنترنت وصعوبة إنجاز المعاملات الإلكترونية، مما يؤثر سلبًا على الدراسة والعمل، خاصةً مع التحول الرقمي الذي يشهده العديد من القطاعات.
ناشد أبو قبع الجهات المعنية بضرورة زيادة عدد الكوادر الفنية وتزويد المركز بالمعدات اللازمة، بالإضافة إلى تحديث الشبكات القديمة التي لم تعد قادرة على تلبية الطلب المتزايد على الخدمات الرقمية.
حاولت منصة سوريا 24 التواصل مع مديرية الاتصالات بريف دمشق للحصول على توضيح حول التحديات التي تواجه مركز التل والحلول المقترحة، ولكن لم تتلق المنصة أي رد حتى وقت إعداد هذا التقرير.
في ظل الاعتماد المتزايد على الإنترنت في الحياة اليومية، تظل الاستجابة السريعة من الجهات الحكومية ضرورة ملحة لتحسين واقع الاتصالات في ريف دمشق وتوفير بيئة رقمية مناسبة للمواطنين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهونها.