الأربعاء, 28 مايو 2025 11:28 PM

هل يهدد التقارب الأمريكي السوري الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة؟

هل يهدد التقارب الأمريكي السوري الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة؟

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن التقارب الأمريكي السوري يهدد المصالح الإسرائيلية في سوريا ويعرقلها. بدأ هذا التقارب في المرحلة الانتقالية للرئيس السوري، أحمد الشرع، وفريقه، وبمساعدة دول إقليمية كالسعودية وتركيا، وامتد إلى لقاءات ضمت الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزيري الخارجية في البلدين، ومن ثمَّ رفع العقوبات عن سوريا.

"غصن الزيتون"

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في 25 من أيار، إن احتضان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس السوري، وتقديم ترامب "غصن الزيتون" (مد اليد للسلام) للشرع، من شأنه أن يعقد الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا، ويمثل أحدث مثال على كيفية إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس ترامب غيَّر عقودًا من السياسة الخارجية الأمريكية، عندما اجتمع مع الرئيس السوري أحمد الشرع، في الرياض، وإعلانه رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، في 13 من أيار. ومنذ اجتماع ترامب بالشرع، توقفت الضربات الإسرائيلية على سوريا، بحسب الصحيفة.

الولايات المتحدة "أقوى وأوثق حليف لإسرائيل"، لكن احتضان ترامب المفاجئ للشرع قوّض جهود الحكومة الإسرائيلية المتشددة لاستغلال حالة عدم الاستقرار في سوريا لإضعافها ومنع صعود دولة معادية لإسرائيل في الجوار، بحسب الصحيفة. وقالت كارميت فالنسي، الباحثة في معهد "دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"، إن إسرائيل لديها شكوك جدية بشأن نية الرئيس السوري الحقيقية والصورة البراجماتية التي يحاول رسمها". بينما اعتبر يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، أن "ما لا تريده إسرائيل في سوريا هو نسخة أخرى من الحوثيين".

وتطلق حركة أنصار الله الحوثيين اليمنية صواريخ على إسرائيل من اليمن دعمًا لغزة، التي تتعرض لهجوم عسكري متواصل من قبل إسرائيل منذ عملية "طوفان الأقصى"، في 7 من تشرين الأول 2023، أدى إلى مقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني وإصابة 174 ألف شخص. أما الخوف الإسرائيلي، بحسب الصحيفة، فيتجلى بأن تتمكن مجموعات "أكثر تطرفًا من الدروز" من إنشاء موطئ قدم بالقرب من إسرائيل، مع القدرة على تهديد المستوطنات اليهودية في مرتفعات الجولان أو شن هجمات في عمق إسرائيل.

الوجود التركي

بحسب الصحيفة الأمريكية، فقد شهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا توترًا على مر السنين، وقد سارع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى ترسيخ نفوذه العسكري والسياسي في سوريا، مصورًا نفسه حليفًا وثيقًا للحكومة في دمشق. وقال يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، "إذا حاول الأتراك جعل سوريا قاعدة لجيشهم وساعدوا نظام الشرع في بناء القدرات التي يمكن استخدامها ضد إسرائيل، فقد يكون هناك صراع بين تركيا وإسرائيل.

وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن أعرب عن إحباطه، في 5 من أيار الحالي، بشأن تصرفات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه الشرق الأوسط، خاصة بشأن إيران وسوريا، معتبرًا أن الرئيس الأمريكي دعم أردوغان في ترسيخ سيطرته على سوريا. ولكن ربما تكون جهود الولايات المتحدة للتقارب مع سوريا هي التي تؤدي في نهاية المطاف إلى إحباط الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في سوريا.

في 24 من شباط الماضي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر "أسمع حديثًا عن انتقال للسلطة في سوريا، وبالنسبة لي هذا سخيف". وأضاف أن "الحكومة الجديدة في سوريا هي جماعة إرهابية إسلامية جهادية من إدلب، استولت على دمشق بالقوة. نحن جميعًا سعداء برحيل الأسد، لكن يجب أن نكون واقعيين بشأنهم". ومع ذلك، فإن الحجم الهائل ونطاق الهجمات الإسرائيلية على سوريا أثار انتقادات من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي التقى الشرع، في 7 من أيار الحالي. وقال ماكرون، "ممارسات إسرائيل في سوريا سيئة، ولا يمكنها ضمان أمنها بتقويض سيادة دولة أخرى". وبعد سقوط نظام الأسد، سيطرت القوات الإسرائيلية أيضًا على المزيد من الأراضي السورية، وتقدم وجودها فيها على أنه دائم لحماية أمنها القومي.

مشاركة المقال: