السبت, 14 يونيو 2025 11:20 PM

من التوراة إلى طهران: دلالات اسم العملية الإسرائيلية "الأسد الصاعد"

من التوراة إلى طهران: دلالات اسم العملية الإسرائيلية "الأسد الصاعد"

أثارت تسمية العملية العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية بـ"الأسد الصاعد"، والتي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية، فجر الجمعة 13 حزيران، جدلاً واسعاً بسبب دلالاتها الدينية المستوحاة من التوراة.

الاسم مستوحى من سفر العدد، الإصحاح 23، الآية 24: "هوذا الشعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد، لا يضطجع حتى يأكل الفريسة ويشرب دم القتلى". وهي جزء من "نبوءة بلعام"، النبي الذي استدعاه بَلاق ملك موآب للعن بني إسرائيل، لكنه نطق ببركة اعتبرت وعدًا إلهيًا بالنصر.

استحضار بصري

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نشر صورة له عند حائط المبكى يتأمل نقشًا حجريًا يقتبس ذات الآية، في رسالة واضحة عن البعد الرمزي والديني للعملية، وربطها بسردية نبوية.

استخدام أسماء ذات طابع ديني ليس تفصيلًا عابرًا في العقيدة العسكرية الإسرائيلية، بل يوظف كجزء من خطاب تعبوي يضفي على العمليات بعدًا نبويًا وتاريخيًا، ويعزز التعبئة حول فكرة الحرب المقدسة، ويشير إلى أن تل أبيب تخوض مواجهة وجودية مع إيران.

عادة متكررة

تسمية "الأسد الصاعد" تأتي في سياق استخدام إسرائيل لأسماء عمليات ذات طابع رمزي، ديني ووطني. ففي عام 2012، حملت غاراتها على غزة اسم "عمود السحاب"، في إشارة إلى "سفر الخروج". وفي عام 2023، أطلقت عملية "السيوف الحديدية" عقب هجوم 7 أكتوبر، بلغة حربية تعكس الرغبة في استعادة الردع.

تعيد تسمية "الأسد الصاعد" توجيه البوصلة نحو البعد التوراتي، مستعيدة صورة "الأسد" كمجسد لقوة إسرائيل، وتطرح عمليتها ضد إيران في إطار سردية دينية نبوئية.

الحكاية الأصلية

الآية التوراتية هي جزء من قصة بَلاق بن صِفّور، ملك موآب، الذي خشي من تمدد بني إسرائيل فاستدعى النبي بَلعام بن بعور للعنهم. لكن بَلعام نطق ببركة بحق بني إسرائيل، مؤكدًا أنه "لا يستطيع إلا أن ينطق بما يوحيه الرب".

وتصور "نبوءة بَلعام" بني إسرائيل كشعب قوي ينهض كلبوة، ويزأر كأسد شاب، لا يهدأ قبل أن يحقق نصره.

مشاركة المقال: