السبت, 7 يونيو 2025 08:37 PM

عيد الأضحى في دمشق: مزيج من التقاليد الدينية والتراث العريق وأمل بمستقبل أفضل

دمشق-سانا: عيد الأضحى مناسبة دينية إسلامية متجذرة في التاريخ، تعود إلى قصة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. بعد أن أمر الله إبراهيم بذبح ابنه طاعةً لأمره، فدى الله إسماعيل بكبش عظيم، ومن هنا نشأت شعيرة الأضحية المرتبطة بمناسك الحج، والتي تُقام من أول أيام العيد حتى آخر أيام التشريق.

هذا الطقس الديني والتراثي لم يغب عن سوريا رغم الظروف الصعبة التي مرت بها، وإن شهد بعض التراجع. الدكتورة نجلاء الخضراء، الباحثة في التراث، أوضحت في تصريح لمراسل سانا أن طقوس وعادات عيد الأضحى وتقاليده شهدت تغيرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، حيث تقلصت مظاهر الاحتفال بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، وأصبح العيد بالنسبة للكثيرين يحمل طابع الحزن والافتقاد. لكن مع تحسن الأوضاع، يولد أمل كبير في عودة هذه الطقوس إلى سابق عهدها، مع الحفاظ على روح التكافل والتقوى التي تميز العيد في سوريا.

وأشارت الخضراء إلى أن البعد التكافلي للأضحية يتجلى في مشاركة الفقراء والمحتاجين لحوم الأضاحي، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويجسد قيم المحبة والتراحم بين الناس، وهو ما يحث عليه الدين الإسلامي بشدة. وأضافت أن الاشتراك في الأضحية يساهم في تخفيف العبء على الأفراد وتحقيق الفائدة للجميع.

وأكدت أن طقس الأضحية يساعد على إدخال الفرح والسرور إلى قلوب الفقراء في عيد الأضحى، حيث أن الكثير من العائلات الفقيرة لا تأكل اللحم إلا في هذه المناسبة، مبينة أن هذه العادة تسهم في المساواة بين الناس وتحثهم على العطاء.

ولفتت الباحثة في التراث إلى أن رمزية الأضحية تكمن في الامتثال لأوامر الله والفداء، إذ تمثل التضحية الطاعة المطلقة لله، وهي تذكير بقصة النبي إبراهيم عليه السلام الذي كان مستعداً للتضحية بابنه في سبيل الله، ما يعكس معاني الإيمان والتسليم.

وشددت الخضراء على ضرورة إحياء التقاليد والطقوس التراثية السورية، وخاصة الدمشقية منها، وتوثيقها وتعليمها للأجيال الجديدة، للحفاظ على الهوية الثقافية والدينية التي تشكل جزءاً من تاريخ وحضارة دمشق العريقة، خاصة في ظل التحديات التي مرت بها البلاد.

وختمت الدكتورة الخضراء حديثها بالتأكيد على أن عيد الأضحى في دمشق، وباستمرار إقبال الناس على تقديم الأضاحي، يظل مناسبة تجمع بين الدين والتراث والإنسانية، ويعكس عمق الروح السورية وأملها في غد أفضل لكل السوريين.

مشاركة المقال: