السبت, 7 يونيو 2025 08:21 PM

حنين وأمل: مغتربون سوريون يعودون إلى حلب للاحتفال بالعيد وبدء حياة جديدة

حنين وأمل: مغتربون سوريون يعودون إلى حلب للاحتفال بالعيد وبدء حياة جديدة

بعد سنوات طويلة من الانتظار والحنين، يعود المغتربون السوريون إلى وطنهم في لحظات استثنائية تفيض بالمشاعر. عيد الأضحى هذا العام لم يكن كغيره بالنسبة إلى الكثيرين، بل شكّل نقطة تحوّل وبداية جديدة، كما في قصتي أحمد ناطور وإسماعيل بكرو، اللذين اختارا حلب لتكون مسرحًا لعودتهما بعد سنوات الغياب.

العيد بطعم مختلف بعد 12 عامًا من الغربة

بعد اثني عشر عامًا من الغياب، عاد أحمد ناطور إلى مدينته حلب ليقضي أول عيد له في سوريا منذ عام 2011. لحظة انتظرها طويلًا، ليعيش من جديد طقوس العيد وسط الأهل والأصدقاء. “أن تعيش العيد هنا له طعم لا يشبه شيئًا آخر… شعرت وكأن الزمن عاد فجأة.” وصف أحمد الليلة التي سبقت العيد بأنها مليئة بالحياة: “بقيت في الشارع حتى الفجر، الأسواق مزدحمة، الضحكات في كل مكان… إحساس عميق بالحرية والانتماء بعد سنوات من القلق والشتات.” ورغم كل ما يُنقل في وسائل الإعلام ومواقع التواصل من صعوبات، يقول إن الواقع في حلب مختلف، وفيه من الحياة ما يمنح الإنسان دافعًا للاستمرار. “منذ بداية الأزمة ونحن نعيش أفراحنا من بعيد، لكن هذه المرة، كنت في قلب اللحظة.”

تحديات العودة… ومشاعر لا تُعوّض

يشير أحمد إلى أن كثيرين من المغتربين يشعرون اليوم بحافز قوي للعودة، لكنهم يصطدمون بعقبات، أبرزها ارتفاع تكاليف المعيشة والعقارات، إضافة إلى مخاوف تتعلق بمستقبل أبنائهم وتعليمهم. ورغم ذلك، يعبّر عن تفاؤله: “هناك وعي جديد… شعور بأن علينا مسؤولية جماعية لإعادة بناء ما انقطع. والأمل حاضر.”

العودة ليست زيارة بل بداية حياة جديدة

إسماعيل بكرو، الذي عاش 13 عامًا في تركيا بعد مغادرته حلب في بدايات الثورة، قرر أن يعود نهائيًا إلى مدينته، قبل أيام قليلة من عيد الأضحى. “القلب ما عاد يحتمل الغربة… هذا العيد يحمل نكهة الانتماء الحقيقي.” إسماعيل لم يعد مجرّد زائر، بل اختار أن يعيد بناء حياته في حلب، وسط أهله وأحبّته، رغم إدراكه صعوبة المرحلة القادمة. “القرار لم يكن سهلًا، لكنه نابع من إحساس داخلي بأن الوقت قد حان لنبدأ من جديد، على أرضنا.”

العيد… مناسبة للفرح وبوابة للرجوع

قصتا أحمد وإسماعيل تعبّران عن توجّه يتنامى بين السوريين في الخارج، حيث أصبحت فكرة العودة أقرب وأكثر حضورًا في أحاديثهم، خاصة مع كل عيد. في مناسبات كهذه، لا يقتصر العيد على مظاهره الاحتفالية، بل يتحوّل إلى مساحة للحنين، وإعادة وصل ما انقطع. كثيرون يعودون مؤقتًا، وآخرون يقررون البقاء، لتصبح الأعياد بوابةً للرجوع، ولمّ الشمل، وبداية فصل جديد في حكاية طويلة اسمها: “الانتماء.”

مشاركة المقال: