دراسة صينية تكشف عن تقنيات متطورة لعلاج جروح مرضى السكري باستخدام "ضمادات حساسة للبيئة الدقيقة"، تستهدف بشكل خاص قرح القدم السكرية، إحدى أخطر مضاعفات المرض.
خطر مضاعف: الجروح السكرية
قرحة القدم السكرية تصيب نحو 15% من مرضى السكري، وتؤدي إلى دخول المستشفى بسبب العدوى أو المضاعفات لحوالي 6% منهم، بينما يخضع 14% إلى 24% لعمليات بتر.
ضمادات ذكية: استجابة عند الحاجة
فريق علمي من مستشفى الشعب وكلية الطب في هانغتشو وجامعة تشجيانغ، نشر بحثًا في مجلة Engineering، يسلط الضوء على تصميم جديد للضمادات يتفاعل مع البيئة المتغيرة للجرح، ويطلق العلاج بحسب الحاجة، بناءً على نسبة السكر، الحموضة، الالتهاب، العدوى، الأكسدة، والرطوبة.
لماذا يصعب التئام الجروح لدى مرضى السكري؟
عملية التئام الجروح لدى مرضى السكري تتأثر بعدة عوامل، منها خلل في تجلط الدم، التهاب مطول، ضعف تكوين الأوعية الدموية، وتراكم غير منتظم للكولاجين، بسبب تراكم نواتج "النهايات الجليكية".
استراتيجيات الضمادات: استجابة ذكية ومتعددة الوظائف
الضمادات الذكية تنقسم إلى نوعين: استجابة سلبية تتفاعل مع عناصر الجرح دون تدخل خارجي، واستجابة نشطة عند الطلب تُطلق العلاج استجابة لمحفزات خارجية.
رغم التطورات، لا تزال هناك تحديات تقنية وعلمية أمام اعتماد هذه الضمادات على نطاق واسع، تتطلب المزيد من البحث والتطوير لضمان السلامة البيولوجية والتوافق مع المعايير الطبية.
يرى الباحثون أن مستقبل علاج الجروح يكمن في تصميم ضمادات ذكية تجمع بين الاستجابة الذكية، التوصيل الدقيق للأدوية، التوافق الحيوي، وتحمل الظروف البيئية المتغيرة، مع دمج مستشعرات رقمية لرصد حالة الجرح وإرسال بيانات حية للأطباء.
هذه الابتكارات تبشر بنقلة نوعية في علاج الجروح المزمنة لدى مرضى السكري، وتقليل نسب البتر، وتحسين جودة حياة الملايين.