في فجر الثالث عشر من حزيران 2025، اهتزت المنطقة على وقع ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت نووية وعسكرية حساسة في العمق الإيراني، وأسفرت عن مقتل قيادات في الحرس الثوري.
هذه الضربة لم تكن مجرد تصعيد روتيني، بل تتويج لتحركات استباقية، سبقتها إشارات من الولايات المتحدة بسحب موظفيها من المنطقة، وتصريح للرئيس الأمريكي السابق ترامب يؤكد منع إيران من امتلاك سلاح نووي.
قبل الضربة، تحدث مسؤولون إيرانيون بثقة عن تطور قدراتهم النووية، لكن صدمة الفجر كانت قوية. الضربة تحمل بصمة ما بعد الحرب النفسية، حيث اختير التوقيت بعناية لوضع إيران أمام خيارات صعبة.
العملية تهدف إلى إرباك القيادة الإيرانية وضرب مفاصل حيوية. الطائرات المسيرة والصواريخ التي اخترقت الدفاعات الإيرانية تحمل رسالة مفادها أن إسرائيل لن تقبل بسياسة الخطوات التدريجية الإيرانية في البرنامج النووي.
الرد الإيراني بإطلاق طائرات مسيرة كان رمزياً، حيث تحاول إيران تفادي مواجهة شاملة في ظل ضغوط اقتصادية وعزلة متنامية. لكنها قد تلجأ إلى الرد عبر وكلائها، مثل حزب الله، أو عبر تصعيد العمليات البحرية والهجمات السيبرانية.
المخاطر تكمن في أن إسرائيل قد ترد على أي تحرك ضد مصالحها، حتى لو جاء عبر الوكلاء، ما قد يشعل حرباً واسعة متعددة الجبهات تطال بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء.
إذا اتسعت الحرب، فإنها ستطال المصالح الغربية في الخليج، وقد تدفع قوى كبرى للتدخل. العالم يغلي بأزمات اقتصادية، والولايات المتحدة تخوض انتخابات حاسمة، وروسيا غارقة في أوكرانيا، والصين تترقب بحذر.
قد تلجأ طهران إلى "رد ذكي"، وهو تصعيد موزون لتجنب مواجهة كاسحة. إسرائيل تتصرف على قاعدة أن هذه الضربة فرصة لإعادة رسم قواعد الاشتباك وحسم المسألة النووية الإيرانية.
المعركة الحالية هي معركة إرادات، تتقاطع فيها الرسائل المعلنة مع الحروب الخفية في الميدان السيبراني والاستخباراتي. إيران تحاول الحفاظ على صورة "القلعة الصامدة"، لكنها تعلم أن الداخل الإيراني قد لا يحتمل حرباً شاملة.
إسرائيل تدرك أنها تخاطر بالتصعيد الإقليمي، لكنها تراهن على أن الهجوم الاستباقي أقل خطراً من قبول وجود إيران نووية. الشرق الأوسط يقف على حافة مشتعلة، حيث قد تتحول ضربة مفردة إلى منعطف استراتيجي يعيد تشكيل ميزان القوى.