الإثنين, 26 مايو 2025 02:32 AM

حلب تختنق بالأعطال: شوارع المدينة تنتظر "التزفيت" بعد طول إهمال

حلب تختنق بالأعطال: شوارع المدينة تنتظر "التزفيت" بعد طول إهمال

تعاني شوارع مدينة حلب، وخاصة في أحيائها الشرقية، من تدهور حاد في بنيتها التحتية، مما يجبر المجالس الخدمية على الاعتماد على حلول صيانة مؤقتة تتكرر مع كل هطول للأمطار أو زيادة في حركة المرور، مما يقلل من فعالية هذه الإصلاحات.

يضطر سائقو سيارات الأجرة والدراجات النارية في حي صلاح الدين إلى تغيير مساراتهم بشكل يومي لتجنب الحفر المنتشرة في شارع "الحشكل". ويؤكد السكان في أحياء السكري والفردوس والمشارقة أن الإصلاحات غالبًا ما تقتصر على "ترقيع موسمي" للشوارع الرئيسية، دون معالجة جذرية للبنية التحتية المتضررة بسبب الحرب والإهمال والحفريات المتكررة لشركات الخدمات.

تدهور الطرق لا يؤثر فقط على حركة المرور، بل يفرض أيضًا أعباء مالية إضافية على السكان، الذين يضطرون إلى إنفاق مدخراتهم لإصلاح سياراتهم المتضررة بسبب الحفر. كما يواجه المشاة، وخاصة كبار السن وذوي الإعاقة، صعوبات كبيرة بسبب غياب الأرصفة الصالحة وتلف الإنارة وانتشار الحفر.

بانتظار التمويل

أوضح مسؤول المشاريع الخدمية في محافظة حلب، مصطفى قرنفل، أن فرق الصيانة تعمل حاليًا على إصلاح بعض الطرق بالإمكانيات المتاحة، مع إعطاء الأولوية للأحياء الشرقية المتضررة بشدة. وأشار إلى أن أعمال "التزفيت" تتم بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، بينما ينتظر مجلس المدينة اعتماد الميزانية المقررة للبدء في خططه الكاملة لتزفيت الطرق المتضررة.

أضاف قرنفل أن مجبلي الأسفلت التابعين لمجلس المدينة مدمران وخارجان عن الخدمة، مما يضطرهم إلى شراء الأسفلت من مجابل خاصة بتكلفة مرتفعة. وتقدر تكلفة إعادة تأهيل كل مجبل بنحو 500 ألف دولار.

وأكد أن أعمال التزفيت شملت مؤخرًا حي باب النيرب، مع الالتزام بالمواصفات الفنية المعتمدة وجودة الأسفلت. وأشار إلى أن المشاريع النوعية، مثل صيانة الطرق الرئيسية التي تربط أحياء حلب ببعضها أو بالريف، تخضع لدراسات من مديرية الخدمات الفنية.

أوضح قرنفل أن تنفيذ أي مشروع مرتبط بتأمين التمويل اللازم، وهو التحدي الأبرز الذي يعرقل أعمال التزفيت والصيانة في المحافظة. وتعتمد خطط العمل على دعم المنظمات والجمعيات والتمويل الحكومي لضمان استدامة الأعمال.

تحديات جودة الصيانة

ردًا على الانتقادات حول جودة أعمال الصيانة، أوضح قرنفل أن المشكلة ترتبط بطبيعة المناطق غير المنظمة، حيث تضطر الجهات الخدمية إلى حفر الطرق مجددًا بعد التزفيت بسبب أعطال في الصرف الصحي أو شبكات المياه. ويجري العمل على إنشاء "غرفة الحفريات" لتنسيق أعمال الحفر والصيانة قبل التزفيت.

وشدد على أن مجلس المدينة يطلب تعهدًا من أي جهة تقوم بأعمال حفر بإعادة الوضع إلى ما كان عليه، حفاظًا على جودة الطرق.

دمّرتها الحرب

تعرضت شوارع حلب، وخاصة الشرقية، لأضرار كبيرة نتيجة العمليات العسكرية خلال سنوات الحرب، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء. واستهدف القصف الشوارع الرئيسية، مما أدى إلى فصل الأحياء عن بعضها لسنوات.

مشاركة المقال: