شهدت أسعار النفط والذهب ارتفاعًا ملحوظًا عقب الغارة الإسرائيلية على إيران، مما أثار قلق المستثمرين والمحللين بشأن تأثير التصعيد العسكري على الأسواق والاقتصادات العالمية، خاصة مع وجود تهديدات لإمدادات الطاقة.
ارتفعت أسعار النفط بنسبة 7% عند التسوية، مدفوعة بمخاوف من أن يؤدي التصعيد الإسرائيلي الإيراني إلى تعطيل صادرات النفط من الشرق الأوسط. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 7% لتصل إلى 74.23 دولارًا للبرميل، بعد أن قفزت بأكثر من 13% لتسجل مستوى مرتفعًا خلال الجلسة عند 78.5 دولارًا للبرميل، وهو الأعلى منذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 7.6% إلى نحو 73 دولارًا، وقفز خلال الجلسة بأكثر من 14% إلى أعلى مستوياته منذ 21 يناير/كانون الثاني عند 77.62 دولارًا.
أوضح سعود الرحبي، المستشار في الأسواق المالية، أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران والرد عليها، رفعت حدة التوترات في المنطقة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب والنفط لأسباب مختلفة ومتكاملة. وتوقع استمرار ارتفاع الأسعار في حال استمرار التوتر، مشيرًا إلى أن الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا خلال الأزمات والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة، حيث يلجأ إليه المستثمرون لتحصين رؤوس أموالهم من تقلبات الأصول الأكثر خطورة.
كانت إيران قد هددت بوقف حركة سفن الشحن التجارية وإمدادات الطاقة عبر مضيق هرمز، حيث تمر ثلث الإمدادات العالمية، مما زاد المخاوف. وتمثل مكاسب أمس النسبة الأكبر منذ عام 2022 وانطلاق الحرب الروسية – الأوكرانية.
وأضاف الرحيبي أن زيادة حدة التوترات في الأسواق العالمية يؤدي إلى نقص في المعروض وارتفاع حاد في أسعار النفط، كما أن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة تدفع المصدرين والمستوردين إلى دفع تكاليف أعلى لتغطية المخاطر المحتملة، ما ينعكس على أسعار النفط ويؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم. وفي ظل هذا السيناريو يلجأ المستثمرون عادة إلى شراء الذهب الذي يعتبر أداة لحفظ القيمة في مقابل العملات الورقية.
ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% إلى 3432.6 دولارًا للأوقية لتقترب من أعلى مستوياتها المسجلة في 22 نيسان الماضي عند 3500.3 دولار، كما صعدت العقود الآجلة للذهب 1.5% إلى 3452 دولارًا. وقال دانيال بافيلونيس، كبير خبراء استراتيجيات السوق لدى شركة “آر جيه أو فيوتشرز”، إن “الأسعار ستظل مرتفعة تحسبا لما هو قادم”.
صعد أيضا مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية- 0.9% أمس مع تزايد خسائر اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي على وجه الخصوص، قبل أن يقلص المؤشر بعض مكاسبه.
