الإثنين, 9 يونيو 2025 12:13 AM

القنيطرة عطشى: إسرائيل تعيق وصول المياه وتفاقم أزمة الجفاف

القنيطرة عطشى: إسرائيل تعيق وصول المياه وتفاقم أزمة الجفاف

عنب بلدي – القنيطرة: تعاني بلدة كودنة والقرى المجاورة في ريف القنيطرة الجنوبي من نقص حاد في مياه الشرب، وذلك بعد سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على تلّي أحمر غربي وأحمر شرقي، اللذين يقع بالقرب منهما منابع المياه الرئيسية.

استغلت القوات الإسرائيلية الفراغ الأمني بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتقدمت إلى التلّين وسيطرت على منابع المياه التي تغذي بلدة كودنة ونحو ثماني قرى محيطة.

نقص 60% من الاحتياج

محمد الفواز، العامل في شبكة مياه كودنة، أوضح لعنب بلدي أن القوات الإسرائيلية قامت بتدمير بئر مياه الشرب بعد سيطرتها على التلّين، ومنعت الموظفين من الاقتراب من المضخات خلال شهري كانون الثاني وشباط الماضيين.

لاحقًا، سمحت القوات الإسرائيلية للموظفين بالوصول إلى المضخات من الساعة الثامنة صباحًا حتى الرابعة مساءً فقط، مما أعاق تشغيلها ليلاً وحرم السكان من ساعات تشغيل ضرورية. وأشار الفواز إلى أن الآبار القريبة من تل أحمر تروي حوالي ثماني قرى حول كودنة.

علي الطحان، رئيس المجلس المحلي لبلدة كودنة، أكد أن تقييد دخول الموظفين إلى المضخات قلل كميات مياه الشرب بنسبة 60%، بالإضافة إلى تدمير بعض الآبار التي أعاد المجلس ترميمها بالتعاون مع مديرية مياه القنيطرة.

تزامن ذلك مع تعرض المنطقة للجفاف وقلة الأمطار، مما أدى إلى جفاف البرك والمسطحات المائية وانخفاض منسوب المياه في السدود.

تكلفة مالية عالية

أجبر نقص المياه السكان على اللجوء إلى بدائل مكلفة وغير صحية. أحمد ممدوح، من سكان كودنة، يشتري أربعة صهاريج مياه أسبوعيًا، سعة كل منها 25 برميلًا، بتكلفة 500 ألف ليرة سورية. وأكد أن هذه التكلفة تشكل عبئًا إضافيًا، خاصة بعد جفاف بئره السطحية وعدم قدرته على ملء البرك التي كان يستخدمها لسقاية المواشي.

ياسين الطحان يحتاج إلى صهريجي مياه يوميًا بتكلفة 200 ألف ليرة سورية، بسبب امتلاكه مزرعة للخيول والأبقار. وقدّر التكلفة الشهرية لشراء المياه بستة ملايين ليرة سورية، مما يضطره لبيع بعض مواشيه لتأمين ثمن المياه.

من جهته، أفاد رئيس المجلس المحلي بأن المجلس طلب من مديرية المياه تسيير صهاريج جوالة في كودنة والقرى المحيطة، لكن المديرية اعتذرت لعدم وجود إمكانات لديها. وأضاف أن مياه الشرب تصل إلى كل منزل مرة واحدة في الأسبوع فقط، بعد أن كانت تصل يوميًا، وبكمية محدودة لا تتجاوز خمسة براميل.

يذكر أن إسرائيل استغلت الفراغ الأمني بعد سقوط نظام الأسد واحتلت قمة جبل الشيخ ومناطق في القنيطرة، وسيطرت على تلّي أحمر غربي وشرقي ومنطقة الجزيرة في محافظة درعا، مما أثر سلبًا على مصالح المزارعين ومربي النحل والماشية في المنطقة.

مشاركة المقال: