الأحد, 25 مايو 2025 11:53 PM

الرقة تستقبل عيد الأضحى بركود غير مسبوق: انخفاض الأسعار لا يُنعش الأسواق

الرقة تستقبل عيد الأضحى بركود غير مسبوق: انخفاض الأسعار لا يُنعش الأسواق

مع اقتراب عيد الأضحى، تشهد أسواق المواشي في مدينة الرقة حالة من الركود غير المسبوق. الحركة التجارية خفيفة جداً، والإقبال على شراء الأضاحي ضعيف مقارنة بالسنوات الماضية. ورغم الانخفاض الكبير في أسعار الخراف هذا العام، فإن ذلك لم ينعكس على حركة البيع.

الخراف الجيدة تُعرض بأسعار تتراوح بين 150 و225 دولاراً، بينما كانت تُباع في السابق بما يزيد على 400 دولار. يرجع المربون هذا التراجع إلى تدهور القدرة الشرائية، ويرون أن الظروف المعيشية الصعبة والجفاف الذي ضرب المنطقة هذا العام ساهما بشكل كبير في إحجام الناس عن الشراء.

مربو الأغنام في مأزق

حسين الحمد، مربي أغنام من قرية الجلاء في ريف الرقة الشمالي، يقول إنه كان يبيع سنوياً أكثر من 100 رأس في موسم العيد. هذا العام، لم يتمكن من بيع سوى 12 خروفاً، رغم استعداده المبكر وشرائه الخراف وتسمينها بأعلاف مركزة. ويضيف: "موسم الأضاحي هو الأهم بالنسبة إلينا كمربين. كنت أعتمد عليه لتغطية مصاريف العام، أما اليوم فأخشى أن أتكبد خسائر كبيرة". الحمد يعاني، كما غيره من المربين، من ارتفاع تكاليف الأعلاف وانخفاض العائدات، ما يهدد استمرارية عمله في المستقبل.

الزراعة تراجعت.. والدخل محدود

مروان العلي، من قرية الهشم، يشير إلى أن انخفاض الدخل كان له الأثر الأكبر في عزوف الناس عن شراء الأضاحي. ويقول لـ"سوريا 24": "نحن نعتمد على الزراعة كمصدر رزق، لكن الجفاف هذا العام خفّض الإنتاج بشكل كبير". العلي يؤكد أن عائلته لا تملك هذا العام القدرة على شراء أضحية، حتى وإن كانت بسعر منخفض. ويضيف: "الوضع لا يسمح حتى بتأمين الاحتياجات اليومية، فكيف سنفكر في شراء خروف؟".

قلق سياسي يُجمّد الأسواق

أما أحمد العبد، من سكان مدينة الرقة، فيرى أن الوضع السياسي المتقلب في المنطقة يضيف عبئاً نفسياً ومادياً على الناس. ويقول: "معظم السكان يخشون من أحداث أمنية مفاجئة، لذلك يفضلون توفير المال وشراء المواد الأساسية". العبد يوضح أن الأولويات تغيرت. كثيرون لم يعودوا ينظرون إلى العيد كفرصة للفرح والاحتفال، بل كمحطة جديدة تتطلب الحذر والاستعداد للأسوأ.

شعيرة دينية مهددة بالغياب

رغم أهمية الأضحية كركن من أركان العيد لدى المسلمين، فإن ظروف هذا العام تجعلها بعيدة عن متناول كثير من العائلات. الاحتفال سيكون محدوداً، وربما يقتصر على من يملكون دعماً مادياً من الخارج أو مصادر دخل ثابتة. ومع ذلك، لا يزال الأمل قائماً لدى بعض المربين بتحسن الإقبال في الأيام الأخيرة قبل العيد. فالكثيرون اعتادوا الشراء في اللحظات الأخيرة، إما بسبب التأخير أو انتظار توفر السيولة. ويبقى العيد مناسبة ينتظرها الناس كل عام، على أمل أن تحمل معها فرجاً وتغييراً في الظروف الصعبة التي يعيشونها.

مشاركة المقال: