الأحد, 25 مايو 2025 11:19 PM

حلب: الثروة الحيوانية تتناقص بسبب غلاء الأعلاف وغياب الدعم الحكومي.. مربّون يواجهون شبح الانهيار

حلب: الثروة الحيوانية تتناقص بسبب غلاء الأعلاف وغياب الدعم الحكومي.. مربّون يواجهون شبح الانهيار

صالح سليم – حلب

يشهد قطاع الثروة الحيوانية في مدينة حلب وريفها الشمالي تدهوراً خطيراً، مما يهدد الأمن الغذائي المحلي في ظل الظروف الاقتصادية والمناخية الصعبة التي يواجهها المربون.

واقع صعب وتكاليف متصاعدة

يصف زياد أبو جنيد (35 عاماً)، وهو مربي مواشي من ريف حلب الشرقي، الوضع بـ "المرير"، مؤكداً على صعوبة تأمين مستلزمات التربية بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وتراجع أسعار اللحوم والحليب.

ويضيف أبو جنيد في حديثه لنورث برس: "سعر طن العلف وصل إلى أربعة ملايين ليرة سورية، وكيلو التبن إلى ثلاثة آلاف، وهذا عبء كبير. المربون مضطرون لاستئجار أراضٍ زراعية بأسعار تتراوح بين مليون وثلاثة ملايين ليرة، ما ينذر بانهيار قطاع تربية الأغنام".

ويشير إلى أن أسعار بيع الأغنام تراجعت بشكل كبير، وأصبح المربون يبيعون أربعة خرفان لشراء طن علف واحد، بينما كان سابقاً يشتري أربعة أطنان من العلف بثمن نعجة واحدة.

ويوضح أن الحاجة لتوفير طن من العلف كل أسبوع أو عشرة أيام، بتكلفة تتراوح بين مليون ومليون ونصف، تجعل الاستمرار في المهنة صعباً للغاية.

غلاء الأعلاف وغياب المراعي

يؤكد عبد الغني خلف (46 عاماً)، وهو مربي مواشي من بلدة تل عرن، أن ارتفاع أسعار الأعلاف هو السبب الرئيسي للخسائر الكبيرة هذا العام. ويشير إلى أن أسعار النخالة والشعير والتبن تجاوزت القدرة الشرائية للمربين، مما يؤثر على صحة الحيوانات وإنتاجيتها.

ويضيف: "لا توجد مراعٍ طبيعية، والوصول إلى الأراضي الخضراء مكلف جداً".

ويشير خلف إلى أنه أنفق أكثر من سبعة ملايين ليرة على أعلاف أغنامه، بعد أن اضطر لبيع أربعة خراف مقابل خمسة ملايين ليرة، واصفاً الوضع بأنه حلقة مفرغة.

وينبه إلى أن نقص الغذاء الجيد يؤدي إلى ضعف صحة الأغنام، وقلة الولادات، وارتفاع نسب الوفيات بين المواليد الجدد.

من جانبه، يشير الأستاذ رضوان بشار إلى تراجع كبير في الثروة الحيوانية مقارنة بالعام الماضي، بسبب نقص الأعلاف وارتفاع أسعارها، إضافة إلى الظروف المناخية السيئة.

ويطالب مربو المواشي الجهات الحكومية بالتدخل السريع لإنقاذ القطاع عبر توفير الأعلاف بأسعار مدعومة.

ويمثل تراجع قطاع الثروة الحيوانية في ريف حلب جرس إنذار حقيقي، وفي ظل استمرار ارتفاع تكاليف الأعلاف وغياب الدعم الكافي، يتجه هذا القطاع نحو أزمة تهدد بفقدان مصدر رزق مئات العائلات، وتراجع القدرة على تأمين منتجات أساسية كاللحوم والحليب.

تحرير: خلف معو

مشاركة المقال: