طُويَت صفحة مخيم الركبان، الواقع على الحدود السورية الأردنية العراقية، بعد مغادرة آخر العائلات التي عانت لسنوات في ظروف معيشية قاسية.
أعلن وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح عبر منصة "إكس" أن "إغلاق مخيم الركبان يمثل نهاية لواحدة من أقسى المآسي التي واجهها أهلنا النازحون".
من جانبه، أكد وزير الإعلام حمزة المصطفى على نفس المنصة أن "بتفكيك مخيم الركبان وعودة النازحين يُطوى فصل مأساوي وحزين من قصص النزوح التي صنعتها آلة الحرب".
وأضاف المصطفى أن "الركبان لم يكن مجرد مخيم، بل كان مثلث الموت الذي شهد على قساوة الحصار والتجويع".
كما أعلنت المنظمة السورية للطوارئ، وهي منظمة إنسانية غير حكومية، أن "مخيم الركبان أغلق رسميا وبات فارغا، وعاد جميع السكان إلى ديارهم".
تأسس مخيم الركبان عام 2014، في أوج الحرب السورية، ليصبح ملاذاً للنازحين الفارين من عنف الجهاديين وقصف قوات الجيش السابق، أملاً في الوصول إلى الأردن.
يقع المخيم في منطقة حدودية حساسة، ضمن منطقة أمنية أنشأها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والتي تضم قاعدة التنف حيث تتمركز قوات أمريكية.
استقبل الركبان في ذروته أكثر من مئة ألف شخص، لكن الأردن أغلق حدوده عام 2016، مما أجبر الكثيرين على العودة إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، هرباً من الجوع والفقر.
قبل سقوط حكم بشار الأسد، كان المخيم يؤوي نحو 8 آلاف شخص يعانون من العزلة ونقص المساعدات.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بدأ السكان بالعودة تدريجياً إلى مناطقهم الأصلية منذ سقوط الأسد.
واعتبر وزير الإعلام أن "نهاية الركبان تمثل بداية طريق جديد لتفكيك باقي المخيمات".
تسببت الحرب السورية، التي بدأت عام 2011، في نزوح قرابة نصف سكان سوريا داخل البلاد وخارجها، وتوجه معظم النازحين إلى مخيمات في إدلب ومحيطها.
وبعد إطاحة الأسد، عاد 1.87 مليون سوري فقط إلى مناطقهم الأصلية، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، التي أشارت إلى أن "نقص الفرص الاقتصادية والخدمات الأساسية يشكل التحدي الأبرز" أمام عودتهم.