الثلاثاء, 1 يوليو 2025 07:50 AM

القنيطرة: الأهالي يكسرون حصار إسرائيل ويُعيدون فتح طريق "الأصبح-كودنا" الحيوي

القنيطرة: الأهالي يكسرون حصار إسرائيل ويُعيدون فتح طريق "الأصبح-كودنا" الحيوي

في خطوة تحدٍّ، أعاد سكان من ريف القنيطرة الجنوبي فتح طريق "الأصبح- كودنا"، وذلك بعد أكثر من عشرة أيام على إغلاقه من قبل إسرائيل. وأكد موظفون وسكان محليون لـ"عنب بلدي" أن الأهالي تمكنوا من فتح جزء من الطريق، ليصبح متاحًا لمرور السيارات بعرض مترين تقريبًا.

شادي عزام، أحد المتضررين من إغلاق الطريق، أوضح لـ"عنب بلدي" أنهم قاموا بفتح الطريق بأيديهم وبمعدات بسيطة، ما يسمح بمرور السيارات بصعوبة. وأضاف أن القوات الإسرائيلية المتمركزة في تلي أحمر غربي وشرقي لم تعترض طريقهم أثناء عملية الفتح، على الرغم من أنها هي من قامت بإغلاقه منذ أكثر من عشرة أيام.

معاناة وتراجع في مياه الشرب

تسبب إغلاق إسرائيل للطريق الرئيسي بين "كودنا" و"الأصبح" في خسائر اقتصادية ومصاعب خدمية كبيرة للسكان. وأشار الأهالي لـ"عنب بلدي" إلى أن إغلاق الطريق أدى إلى إرهاق وتكاليف مالية إضافية، حيث اضطروا إلى استبدال المسافة القصيرة التي لا تتجاوز كيلومترًا واحدًا بمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات عبر طرق وعرة.

كما انخفضت نسبة التغذية في مياه الشرب، نتيجة لعجز الموظف المسؤول عن الشبكة في الوصول إلى مضخات المياه. محمد الفواز، موظف شبكة مياه الشرب في "كودنا"، أفاد لـ"عنب بلدي" بأن الطريق أصبح سالكًا إلى محطة "الأصبح" لمياه الشرب، والتي تروي ثماني تجمعات سكنية، وذلك بعد فتحه من قبل السكان. إلا أنه لا يزال يواجه صعوبة في الوصول إلى مضخات مياه الشرب في "عين زيوان"، والتي تغذي بلدة "عين زيوان".

وأضاف الفواز أنه بات يسلك طريقًا يبلغ حوالي سبعة كيلومترات للوصول إلى محطة "عين زيوان"، وأن المحطة تحتاج إلى أكثر من زيارة في اليوم، ما يشكل صعوبة في التشغيل، خاصة في ساعات الليل أو عند تبديل المضخة بين الطاقة الكهربائية والطاقة الشمسية.

يذكر أنه بعد سقوط نظام الأسد، تقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تلي أحمر غربي وأحمر شرقي، حيث تتواجد ينابيع وآبار مياه الشرب، ما أدى إلى نقص في مياه الشرب في بلدة "كودنا" وبعض البلدات المجاورة في ريف القنيطرة الجنوبي.

طريق بديل طويل

ناصر عبد الله، أحد سكان بلدة "الأصبح" في ريف القنيطرة الجنوبي، ذكر لـ"عنب بلدي" أن القوات الإسرائيلية حفرت الطريق من جهة "كودنا" ووضعت سواتر ترابية وبقايا مقالع من جهة "الأصبح". وأضاف أن الإغلاق يجبره على سلوك طريق طويل يصل إلى عشرة كيلومترات للوصول إلى بلدة "كودنا" المجاورة، موضحًا أن إسعاف المرضى يشكل خطورة على حياتهم بسبب طول المسافة ووعورة الطريق.

وزادت التكلفة لدى شادي عزام، أحد سكان بلدة "الأصبح"، إذ كان يحتاج ليترًا واحدًا من مادة المازوت سابقًا للوصول إلى أرضه، فيما تستهلك سيارته الآن ما يقارب عشرة ليترات. وبعد أن كان يصل إلى أرضه مباشرة، بات يسلك طريقًا باتجاه قرى عين العبد ثم عين الزيوان حتى يصل إلى كودنا ومن بعدها يعود إلى أرضه المجاورة لبلدته الأصبح.

ونتيجة لهذه الصعوبات، لجأ السكان إلى المغامرة بفتح الطريق لتوفير التكلفة وتفادي المشقة التي يسببها إغلاقه.

وتواصل إسرائيل انتهاكاتها في ريف القنيطرة من خلال عمليات التوغّل وأعمال التجريف واختطاف المدنيين في القرى الحدودية المحاذية للجولان السوري المحتل. وفي 17 من حزيران، هدمت القوات الإسرائيلية عشرة منازل في بلدة الحميدية بريف المحافظة، بعد أن تم إنذار أصحابها بالإخلاء بحجة قربهم من القاعدة الذي تم إنشاؤها مؤخرًا. كما سيطرت وفق مصادر عنب بلدي، بشكل كامل على سد "المنطرة" بريف المحافظة الغربي، وتم وضع حاجز على السد لمنع الأهالي من الاقتراب منه.

إلى أجل غير مسمى

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت، في 11 من شباط الماضي، أن إسرائيل أقامت "بهدوء شديد" منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن وجودها في سوريا لم يعد مؤقتًا. ووفقًا للإذاعة، يعمل الجيش الإسرائيلي على بناء تسعة مواقع عسكرية داخل المنطقة الأمنية، ما يشير إلى نية تل أبيب تعزيز انتشارها العسكري في سوريا على المدى الطويل.

وأوضحت الإذاعة أن الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء في سوريا طيلة عام 2025، مع رفع عدد الألوية العاملة هناك إلى ثلاثة ألوية، مقارنة بكتيبة ونصف فقط قبل 7 من تشرين الأول 2023.

وخلال زيارته إلى الجانب السوري من جبل الشيخ، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في 28 من كانون الثاني الماضي، إن قواته ستبقى في سوريا إلى أجل غير مسمى.

مشاركة المقال: