اتفقت شركة "ماتيير" الفرنسية مع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في سوريا على إضافة خمسة جسور متضررة تحتاج إلى إعادة تأهيل إلى الاتفاقية الموقعة بينهما عام 2023. كانت الاتفاقية الأصلية تشمل إنشاء وإصلاح 32 جسرًا في مختلف المحافظات السورية.
جاء هذا الاتفاق عقب اجتماع عمل عُقد في دمشق، الأحد 29 من حزيران، بهدف تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين وتحويلها إلى خطوات عملية لإعادة تأهيل الجسور المتضررة، وفقًا لما ذكرته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
لم تفصح المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية عن أسماء الجسور التي ستشملها أعمال إعادة التأهيل، لكنها أشارت إلى أن العديد من الجسور المركزية في سوريا تعاني من أضرار كبيرة تعيق حركة النقل وتؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
شرائح حسب الأولوية
أوضح المهندس علي إسبر، مدير شؤون النقل البري في وزارة النقل، في تصريح لعنب بلدي، أنه تم تعديل مذكرة التفاهم الموقعة مع الشركة قبل عامين لتلبية متطلبات المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، خاصة بعد التحرير، وبما يتماشى مع الأولويات وتحقيق التنمية المتوازنة.
شملت التعديلات، بحسب إسبر، عدة نقاط أساسية:
- زيادة عدد الجسور المشمولة بمذكرة التفاهم من 32 إلى 37 جسرًا لتنفيذ أعمال الصيانة اللازمة.
- تعديل الأولويات مع الأخذ في الاعتبار قطاعات حيوية لم تكن مشمولة سابقًا.
- تقسيم الجسور المستهدفة إلى شرائح حسب الأولوية لتجزئة الأعمال وتنفيذها بالتوازي مع توفر الموارد المالية اللازمة.
- تولي وزارة النقل، بالتعاون مع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، اختيار الجسور ذات الأولوية بناءً على حجم الحركة المتوقعة على كل جسر، ومستوى المخاطر المرتبطة بالأضرار، وموقع الجسر وأهميته الاستراتيجية لخطوط النقل.
"ماتيير" شركة رائدة
أكد المهندس علي إسبر لعنب بلدي أن شركة "ماتيير" الفرنسية، التي ستنفذ مشاريع إعادة تأهيل الجسور في سوريا، تعتبر من الشركات الرائدة عالميًا في هذا المجال، وتمتلك خبرة وكفاءة واسعة.
وحول المقابل الذي ستحصل عليه الشركة الفرنسية مقابل إعادة إنشاء وإصلاح الجسور، أوضح علي إسبر أن "ماتيير" ستحصل على أتعابها عبر منح خارجية من دول "صديقة" تسعى إلى المساهمة في إعادة بناء سوريا.
يذكر أن شركة "ماتيير" تحولت من شركة عائلية صغيرة إلى شركة رائدة في بناء الجسور، وتمتد أعمالها في خمس قارات حول العالم، وفقًا لما ذكرته في موقعها الرسمي.
أوضح المهندس علي إسبر أن عدد الجسور المتضررة في سوريا خلال الـ 14 عامًا الماضية بلغ حوالي 85 جسرًا، حيث تم العمل مؤخرًا على صيانة 40 جسرًا، ويجري العمل على صيانة الجسور المتبقية لتحقيق الربط الآمن والمستدام.
أشار وزير النقل السوري، يعرب بدر، في تصريح سابق، إلى أن تأهيل الطرق في سوريا يتطلب تقييمًا شاملًا للوضع الفني لشبكة الطرق لوضع خطة رشيدة لصيانة الطرق القائمة واستكمال شبكة الطرق المركزية.
147 مليار دولار
تعرضت البنية التحتية في سوريا لدمار كبير بسبب القصف. وذكر وزير النقل السابق في حكومة دمشق المؤقتة، بهاء الدين شرم، في تصريح صحفي في 4 من كانون الثاني الماضي، أن قطاع النقل في سوريا تضرر بنسبة تجاوزت 70%.
وبحسب تقديرات وزير النقل الأسبق في حكومة نظام الأسد، زهير خزيم، في 25 من حزيران 2024، فإن قيمة الأضرار التي لحقت بقطاع النقل تجاوزت 147 مليار دولار.
سبق أن تحدثت وزارة النقل السورية عن مؤسسات تمويل دولية بارزة أبدت رغبة في التعاون مع سوريا في قطاع النقل، وعلى رأسها البنك الدولي، الذي يدرس إمكانية تمويل مشاريع السكك الحديدية. كما أبدى العديد من المستثمرين رغبتهم في الدخول في مشاريع حيوية تشمل خدمات النقل الداخلي، والتاكسي الكهربائي المعتمد على الطاقة الشمسية، ومدارس تعليم القيادة، ومراكز الفحص الفني للمركبات.