الأحد, 29 يونيو 2025 11:02 AM

أزمة مياه حادة تهدد زراعة ريف الرقة الشمالي: تقنين يفاقم معاناة المزارعين

أزمة مياه حادة تهدد زراعة ريف الرقة الشمالي: تقنين يفاقم معاناة المزارعين

يشهد مزارعو ريف الرقة الشمالي أزمة مائية متفاقمة نتيجة انخفاض منسوب مياه نهر الفرات وتطبيق نظام تقنين صارم على قنوات الري. يهدد هذا الوضع المحاصيل الصيفية، التي تعتبر مصدر الرزق الرئيسي لغالبية السكان، خاصة وأن أكثر من 80% من أهالي المنطقة يعتمدون على الزراعة كمورد دخل أساسي.

جفاف الحقول وخسائر وشيكة

تعاني المحاصيل الزراعية الأساسية كالقطن والذرة والخضروات من جفاف التربة ونقص المياه، مما ينذر بخسائر اقتصادية كبيرة قد تؤثر على البنية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة بأكملها. وفي تصريح لـ سوريا 24، أوضح المزارع أحمد العلي (45 عاماً) من قرية حزيمة: "نواجه صعوبات متزايدة في توفير المياه لري حقولنا كل عام، ومع التقنين الحاد هذا العام، فقدنا جزءاً كبيراً من المحاصيل الصيفية. الوضع يتدهور ولا نجد من يستجيب لنداءاتنا."

نظام التقنين: ضرورة فنية أم معضلة يومية؟

أفاد مكتب الري التابع للجنة الزراعة في الرقة، في تصريح خاص لـ سوريا 24، بأن التقنين المائي المفروض يأتي نتيجة لانخفاض منسوب مياه نهر الفرات في المناطق العليا، بسبب الجفاف المتكرر وزيادة الطلب على المياه في الدول المجاورة. وأضاف المكتب أن نظام التقنين المطبق على قنوات الري الفرعية المتصلة بـ قناة البليخ، يعتمد على مبدأ التناوب بين المناطق الزراعية، حيث يتم تزويد كل مشروع مائي بالمياه لمدة ثلاثة أيام تليها ثلاثة أيام من الانقطاع. وأشار إلى أن الهدف هو ضمان وصول المياه إلى جميع المناطق المستفيدة، بما في ذلك قرية مطب البو راشد الواقعة في أقصى شرق شبكة القنوات. إلا أن التطبيق العملي لهذا النظام أدى إلى تراجع القدرة على ري الأراضي بشكل منتظم، مما دفع العديد من المزارعين إلى الامتناع عن زراعة أراضيهم هذا الموسم.

مطالب المزارعين: تحرك عاجل قبل فوات الأوان

وفي حديث لـ سوريا 24، قال المزارع فاضل حسن (38 عاماً) من قرية تشرين: "الماء هو حياة أراضينا، ونقصه يعني خسارة المحاصيل ومصدر دخلنا. نأمل أن تتدخل الجهات المختصة بسرعة لإيجاد حلول تخفف من معاناتنا وتحافظ على مستقبل زراعتنا."

دعوات لحلول مستدامة وتقنيات حديثة

يطالب المزارعون بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين إدارة الموارد المائية، وتوفير الدعم الفني واللوجستي اللازم لضمان وصول المياه بشكل كافٍ إلى الأراضي الزراعية. كما دعوا إلى إدخال تقنيات ري حديثة وأكثر كفاءة، تساعد في تقليل الفاقد وتعظيم الاستفادة من المياه المتوفرة.

الحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد

تكشف أزمة المياه في ريف الرقة الشمالي عن تحديات بنيوية تتطلب اعتماد استراتيجية متكاملة ومستدامة لضمان أمن المياه والغذاء في المنطقة. ويتطلع المزارعون إلى تدخل جدي من الجهات المسؤولة للحد من الأضرار وحماية مستقبل القطاع الزراعي الذي يشكّل العمود الفقري لاقتصاد الريف.

مشاركة المقال: