السبت, 28 يونيو 2025 03:17 PM

توقف مفاجئ للحرب: ما الأسباب الكامنة وراء الهدنة بين إيران وإسرائيل؟

توقف مفاجئ للحرب: ما الأسباب الكامنة وراء الهدنة بين إيران وإسرائيل؟

أخبار سوريا والعالم/ قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ عن انتهاء المعارك بين إيران وإسرائيل، شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً ملحوظاً في وتيرة الصراع. جاء ذلك خصوصاً بعد قصف الولايات المتحدة لمنشآت طهران النووية، واستخدام الحرس الثوري لصواريخ بالستية جديدة ضد تل أبيب، واستهداف قاعدة العديد في قطر، مما كان ينذر بتوسع الحرب بدلاً من توقفها.

كان الشرط الأساسي لإيران لوقف هجماتها على إسرائيل هو إعلان تل أبيب عن إنهاء عدوانها على المدن الإيرانية. ووفقاً لخبراء عسكريين، فإن الضربة الأميركية على منشآت "فوردو" و"أصفهان" و"نطنز" كانت عاملاً رئيسياً في تسريع نهاية الحرب، حيث كانت طهران تخشى منذ بداية المعارك مع الجيش الإسرائيلي من تدخل واشنطن في الصراع إلى جانب بنيامين نتنياهو.

على الرغم من الضربة الأميركية على المنشآت النووية، لم يكن ترامب يرغب في جر بلاده إلى حرب طويلة، واكتفى بإنهاء برنامج إيران النووي بحسب قوله، وهو الهدف الذي كانت إسرائيل تسعى إليه من خلال عملية "الأسد الصاعد". ويشير الخبراء العسكريون لـ"لبنان 24" إلى أن الرئيس الأميركي هو الذي فرض وقف إطلاق النار، خوفاً من أن تطال الحرب دول الخليج، وكذلك لبنان والعراق واليمن. وفي المقابل، أرهقت الصواريخ الإيرانية البالستية تل أبيب كثيراً، وأحدثت دماراً وخسائر غير مسبوقة في العديد من المناطق الإسرائيلية.

وفيما يتعلق بإسرائيل، يعتقد نتنياهو أن الضربات الأميركية أنهت البرنامج النووي الإيراني، على الأقل لسنوات بحسب الخبراء العسكريين، إذا حققت غارات الـ"بي 2 – سبيريت" أهدافها بنجاح، ولم تعمد إيران إلى تهريب وإخفاء اليورانيوم المخصب. ويضيف الخبراء أنه لولا إيمان كل من الإدارة الأميركية والإسرائيلية بأنهما تخلصتا من التهديد النووي، لما أوقفتا الأعمال العسكرية، وأن ضربة منشأة "فوردو" كانت نقطة تحول كبرى في الصراع.

أما إيران، فقد احترمت شرطها الذي وضعته منذ اليوم الأول لبدء الحرب مع إسرائيل، والقاضي بوقف الأعمال العدائية من قبل تل أبيب، لأنها تريد أولاً الحفاظ على ما تبقى من ترسانتها الصاروخية وعلى حياة بقية العلماء النوويين الإيرانيين، لاستئناف البرنامج النووي الإيراني في السر، أو بعد التوصل لاتفاق مع أميركا والدول الأوروبية. وثانياً، حققت طهران مكاسب ميدانية عبر إصابة صواريخها لأهداف مهمة داخل العمق الإسرائيلي، والأهم من ذلك كله، أنها خرجت منتصرة من المواجهة عبر استمرارها في عمليات القصف والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية، وتشديدها على أنها ستكمل تخصيب اليورانيوم.

ووفقاً للخبراء العسكريين، فإن إيران لم تهزم على الرغم من الضربات القوية التي تلقتها، وكذلك فإن نظامها وعلى رأسه المرشد علي خامنئي لا يزال موجوداً في السلطة. وبشأن نتنياهو، فإنه عزز دوره السياسي عبر المخاطرة في شن حرب على إيران، وتدمير برنامجها النووي، وهذا يشكل انتصاراً له، لما كان يشكله البرنامج الإيراني من خطر على أمن الإسرائيليين.

في المقابل، يشير الخبراء العسكريون إلى أن الدمار الكبير في المدن الإسرائيلية سيزيد من النقمة الشعبية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، وسيُطَالَبُ بوقف الحرب في غزة والتوصل إلى اتفاق مع "حماس"، لأن الحوثيين سيستمرون بإطلاق الصواريخ البالستية نحو إسرائيل، الأمر الذي لا يزال يرعب الإسرائيليين ويمنعهم من العيش بسلام، بينما لم تنجح الغارات على اليمن في الحد من قدرات "أنصار الله"، ولا بتدمير مخازن أسلحتهم.

مشاركة المقال: