الجمعة, 27 يونيو 2025 07:36 PM

غضب في ريف القامشلي: صيادون يعترضون على قرار منع الصيد ويصفونه بغير المبرر

غضب في ريف القامشلي: صيادون يعترضون على قرار منع الصيد ويصفونه بغير المبرر

نالين علي – القامشلي

أثار قرار منع الصيد في أحد السدود المعروفة بريف القامشلي، شمال شرقي سوريا، استياءً واسعاً واعتراضاً من قبل عدد من الصيادين المحليين. واعتبر الصيادون أن القرار لا يستند إلى مبررات بيئية أو قانونية واضحة، وأنه يهدد مصدر رزقهم الوحيد وهوايتهم الأساسية.

ووصف الصيادون المحتجون القرار بأنه "خاطئ"، مؤكدين أن وجودهم في محيط السد لا يشكل خطراً على البيئة أو الثروة السمكية، بل يساهم في حمايتها، على حد تعبيرهم.

"نحمي السد أكثر من أصحاب القرار"

يعبر دانيش سليمان، وهو صياد من ذوي الاحتياجات الخاصة من ريف القامشلي، عن رفضه القاطع للقرار قائلاً: "من أصدر هذا القرار بمنع الصيد فهو قرار خاطئ". ويضيف: "أنا كشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، أتيت إلى هنا للتسلية، ولم أقم بوضع الشبكات في السد، وجميع الأصدقاء هنا مثلي، هذه هوايتنا ولا نأتي من أجل التجارة".

ويشدد بالقول: "نحن نحمي السد ونهتم به أكثر من أصحاب القرار."

وفي الثامن عشر من الشهر الفائت، أصدرت الإدارة الذاتية قراراً يمنع صيد الأسماك من السدود الموجودة بمناطق الجزيرة، معللةً أن سبب المنع يعود إلى ممارسات الصيد الجائر وعدم التقيد بالضوابط البيئية المنظمة لهذا القطاع الحيوي. وأوضحت أن نتيجة تلك الأسباب أدى الصيد الجائر إلى انخفاض أعداد الأسماك بشكل كبير، مما أثر سلبا على التنوع البيئي وأثر أيضا على مصدر رزق العديد من الصيادين المحليين.

"هوية ومصدر استقرار نفسي واقتصادي"

يشير خلف خلف، صياد من بلدة تربه سبيه (القحطانية) بريف القامشلي الشرقي، إلى أن مهنة الصيد تمثل بالنسبة له أكثر من مجرد هواية، بل هي جزء من هويته ومصدر استقرار نفسي واقتصادي. ويقول إنه منذ ثلاثين عاماً نعمل في مهنة الصيد ولم يمنعنا أحد يوماً، قائلاً: "بين عامي 2013 و2016 شاركت مع صديق يدعى وحيد بضمان هذا السد واستثماره، ولم نمنع يوماً أي صياد".

ويشير إلى أن هيئة البيئة طلبت منهم لاحقاً بمنع الصيادين، لكنهم رفضوا ذلك، على حد تعبيره.

ويرى الصيادون أن منع الصيد لا يحقق أي فائدة بيئية، خاصة وأنهم لا يستخدمون وسائل تدميرية في الصيد، ولا يمارسونه على نطاق تجاري، بل هو نشاط ترفيهي في الغالب، ويعتبرونه حقاً مشروعاً لهم. كما أكدوا أنهم يتحملون مصاريف كبيرة خلال زياراتهم المتكررة للسد، تفوق أحياناً كلفة شراء السمك من الأسواق.

ويناشد الصيادون في ريف القامشلي والذين تبلغ أعدادهم أكثر من ألف صياد، الجهات المعنية بإعادة النظر في القرار، واعتماد مقاربة أكثر توازناً تراعي خصوصية المنطقة وظروف السكان، وتسمح باستمرار النشاطات الترفيهية والبيئية بشكل منظم دون فرض قرارات اعتبروها تعسفية.

تحرير: خلف معو

مشاركة المقال: