الخميس, 26 يونيو 2025 04:26 AM

الجيش الإسرائيلي ينفي تصريحات نتنياهو حول تدمير البرنامج النووي الإيراني وسط تضارب الروايات

الجيش الإسرائيلي ينفي تصريحات نتنياهو حول تدمير البرنامج النووي الإيراني وسط تضارب الروايات

خالف الجيش الإسرائيلي تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن تدمير البرنامج النووي الإيراني، ليفتح بذلك بابًا واسعًا من الجدل والتساؤلات حول حقيقة الأوضاع ونتائج الحرب الأخيرة.

فقد صرح رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، في بيان رسمي صدر الأربعاء، بأن البرنامج النووي الإيراني قد تلقى "ضربة قاسية أعادته سنوات إلى الوراء" نتيجة للهجمات التي شنتها تل أبيب وواشنطن على طهران.

يأتي هذا التصريح بعد يوم واحد من إعلان نتنياهو في كلمة متلفزة أن بلاده "دمرت" البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أنه "إذا حاول أي أحد إحياءه، فسنعمل على اجتثاث أي محاولة من هذا القبيل، ولن تمتلك إيران أسلحة نووية".

في المقابل، أوضح زامير أن "الجيش الإسرائيلي عمل بأفضل صورة ممكنة وحقق بالكامل غرض وأهداف العملية" بعد اثني عشر يومًا من القتال.

وأضاف زامير، نقلًا عن تقديرات كبار مسؤولي شعبة الاستخبارات في الجيش، أن "الضربة التي وُجهت إلى البرنامج النووي الإيراني لم تكن موضعية، بل كانت شاملة"، وأن "الإنجاز التراكمي يسمح بالقول إن مشروع إيران النووي تعرّض لضربة قاسية، واسعة وعميقة، وقد تأخر لسنوات إلى الوراء"، مؤكدًا "لن نسمح لإيران بإنتاج سلاح دمار شامل".

يذكر أن إسرائيل، بدعم أمريكي، شنت في 13 يونيو/ حزيران الجاري عدوانًا على إيران استمر 12 يومًا، استهدف مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، بالإضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما أسفر عن سقوط 606 شهداء و5 آلاف و332 مصابًا، وفقًا لوزارة الصحة الإيرانية.

وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، تمكن عدد كبير منها من اختراق منظومات الدفاع، مما أدى إلى دمار وذعر غير مسبوقين، بالإضافة إلى مقتل 28 شخصًا وإصابة 3 آلاف و238 آخرين، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.

وعقب الرد الإيراني الصاروخي، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية في إيران مدعية "نهاية" برنامجها النووي، لترد طهران بقصف قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية في قطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفًا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.

من جهته، ادعى رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي ديفيد برنياع أن "التهديد الإيراني الذي هدد أمننا لعقود، تم إحباطه بشكل كبير بفضل التعاون الاستثنائي بين الجيش الذي قاد المعركة، والموساد الذي عمل إلى جانبه، إلى جانب دعم حليفتنا الولايات المتحدة".

وأضاف برنياع أن "معلومات استخباراتية دقيقة، وتكنولوجيا متقدمة، وقدرات عملياتية تفوق كل تصور، ساعدت سلاح الجو في ضرب المشروع النووي الإيراني، وترسيخ التفوق الجوي في سماء إيران، وتقليص تهديد الصواريخ، مما ساهم في ضمان أمن مواطني إسرائيل".

إلا أن الغموض والتضارب لا يزالان يكتنفان حجم وتداعيات الأضرار التي لحقت بمنشآت إيران النووية، حيث اكتفى رئيسها مسعود بزشكيان بالقول إن العدوان الإسرائيلي الأمريكي على بلاده لم يحقق أهدافه، دون تقديم المزيد من الإيضاحات.

وبينما تدعي تل أبيب وواشنطن تدمير البرنامج النووي الإيراني وتأخيره لسنوات، كشف تقرير مسرب من وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية أن الضربات الأمريكية لم تؤخره سوى بضعة أشهر.

وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة إيران بالسعي لإنتاج أسلحة نووية، في حين تؤكد طهران أن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.

وتعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراض في فلسطين وسوريا ولبنان.

مشاركة المقال: