دافع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن سياسة "النأي بالنفس" التي اتبعتها الحكومة العراقية خلال التصعيد بين إيران وإسرائيل، مؤكداً أن السلطات لن تتهاون مع أي عمل يضر بأمن البلاد، سواء كان داخلياً أو خارجياً. جاءت تصريحات السوداني رداً على انتقادات طالت الحكومة لعدم قدرتها على ردع اختراق الأجواء العراقية، وذلك بعد إعلان وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب.
أكد السوداني أن الحكومة تتعامل مع الأحداث بما يعطي الأولوية لمصالح الشعب العراقي، مثمناً دعم القوى السياسية الوطنية والمؤسسات الدستورية لسياسات الحكومة في التعاطي مع الأحداث الأخيرة. وأضاف أن العراق ثبت موقفه بإدانة ورفض الاعتداء الإسرائيلي على إيران، معتبراً أن جذر المشكلة يكمن في إهمال الحق الفلسطيني.
من جهة أخرى، أجرى السوداني اتصالاً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث أعرب الجانبان عن ترحيبهما بوقف إطلاق النار، وأكدا على ضرورة بذل الجهود اللازمة للحفاظ على الأمن والاستقرار. بدوره، أكد وزير الدفاع ثابت العباسي أن العراق لم يكن في موقف ضعف ولن يكون، مشيراً إلى قدرة الجيش العراقي على مواجهة التحديات وحماية البلاد.
في سياق متصل، دافع خبراء عن سياسة "النأي بالنفس" التي انتهجها العراق، معتبرين أنها تهدف إلى تجنب الدخول كطرف في الصراع. وأشار عصام الفيلي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، إلى أن العراق لا يمكنه أن يكون طرفاً مؤثراً في هذه المعادلة بسبب محدودية إمكانياته، لكنه أكد التضامن مع إيران بسبب مركزية القضية الفلسطينية في السياسة العراقية. وأضاف الباحث سيف السعدي أن العراق أظهر الرغبة في انتهاج الاستقلالية في الممارسة السياسية إزاء قضايا المنطقة.
في أعقاب وقف إطلاق النار، أنهت القوات الأمنية العراقية حالة الإنذار القصوى. وشهدت بغداد احتفالات لأنصار فصائل مسلحة وقوى شيعية بـ"النصر الإيراني" أمام السفارة الإيرانية، في حين رُفعت القيود المفروضة على الحركة أمام السفارة الأميركية.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع تنفيذ مذكرة اعتقال بحق المحلل السياسي عباس العرداوي، على خلفية منشور تحريضي ضد القوات العسكرية، اتهمها بالتواطؤ مع إسرائيل. واعتبرت الوزارة تدوينة العرداوي "مثيرة للفتنة وتهدد الأمن القومي والسلم المجتمعي".
