بالتعاون بين منصة "سوريا 24" ومؤسسة "أجواء ميديا"، خاض فريق "سوريا 24" تجربة تدريبية مكثفة استمرت منذ قرابة شهر ونصف وحتى 21 حزيران 2025. أقيم التدريب أيام الجمعة والسبت من كل أسبوع عبر الإنترنت، تحت إشراف المدرب الإعلامي إسماعيل القريتلي من مؤسسة "أجواء ميديا".
يهدف هذا التدريب المصمم خصيصًا لتلبية الاحتياجات التحريرية والميدانية للفريق، إلى إعادة تعريف دور الصحفي السوري في ظل التغيرات التي تشهدها الساحة السورية بعد سنوات الحرب.
مشروع تأسيسي لإعادة التفكير الإعلامي
وصف القريتلي التدريب بأنه مشروع تأسيسي يهدف إلى إعادة تشكيل طريقة معالجة الأخبار لدى الصحفي السوري، وليس مجرد ورش عمل أكاديمية. وأضاف: "نحن نصنع فارقًا في كيفية التفكير الإعلامي، ونعيد رسم أدوات الصحافة لخدمة جمهور سوري تعافى من سنوات طويلة من الحرب والانقسام".
تدريب عملي ومكثف بخمسة محاور أساسية
تميز البرنامج بالتطبيق العملي والمكثف، وتناول خمسة محاور أساسية: تطوير المحتوى، استخدام التقنيات الرقمية، إدارة شبكة المراسلين، تغطية قضايا ما بعد الحرب، وأساليب اختيار موضوعات مؤثرة تمس قضايا المجتمع. ركز التدريب على تطوير مهارات السرد القصصي، للانتقال من تغطيات صوت المعركة إلى صحافة أكثر ارتباطًا بالحلول والمبادرات الإنسانية.
تعزيز مهارات التحقق وأخلاقيات الصحافة
عالج التدريب كيفية التعامل مع بيئة إعلامية تعج بالشائعات والدعاية، وسط شح المصادر الموثوقة. وأشار القريتلي إلى أن المراسلين تدربوا على مهارات التحقق الدقيق من المعلومات وتطوير حس نقدي. كما نال الجانب الأخلاقي أهمية كبيرة، وتناول تحديات تغطية قضايا الضحايا والمفقودين، مع التركيز على مبدأ "عدم الإيذاء".
استعادة الثقة من جديد
أدرك القريتلي أن سنوات الدعاية والاستقطاب تركت فجوة ثقة واسعة لدى الجمهور، لذلك سعى التدريب إلى غرس ثقافة مهنية تعزز الحياد والابتعاد عن خطاب الكراهية. وأوضح: "نحن لا نعد دعاة، بل نصنع صحفيين يمتلكون أدوات التفكير النقدي والحس الإنساني".
سلامة المراسلين وأدوات الذكاء الاصطناعي
خصص التدريب مساحة واسعة لإجراءات الأمن والسلامة والتنسيق بين المراسلين وغرف التحرير. كما أتاح للمشاركين الاطلاع على تطبيقات أدوات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات الرقمية لتسهيل جمع المعلومات وتحليل البيانات.
صحافة حلول وأمل للمجتمع السوري
أكد القريتلي أن روح البرنامج تقوم على تبني "صحافة الحلول"، التي تسعى إلى طرح المشكلات بروح مسؤولة وهادفة إلى فتح أفق أوسع للسلام والتعافي المجتمعي. وقال: "ما يحتاجه السوريون اليوم هو إعلام يساعد على بناء الجسور، ويركز على المبادرات الناجحة، وهذه ليست رفاهية مهنية، بل مسؤولية أخلاقية".
شهادات من قلب الفريق المشارك
أعربت منيرة بالوش، محررة في موقع "سوريا 24"، عن تقديرها العميق للتدريب. وأشار أحمد الحسن، مراسل "سوريا 24" في الرقة، إلى أن التدريب ساعده على تطوير قدراته التحليلية ومهاراته في اختيار المواضيع والكلمات المفتاحية. وقال سامر الأحمد، مدير تحرير الموقع، إن التدريب كان فرصة ثمينة لفريق التحرير لتعزيز المهارات وتوظيف الأدوات الحديثة.
يشكل هذا التدريب جزءًا من مسار تطويري يسعى إلى رفع كفاءة فريق "سوريا 24" في التعامل مع متطلبات العمل الصحفي في سياقات ما بعد النزاع. وتؤكد إدارة المنصة أهمية الاستمرار في الاستثمار بالتدريب الإعلامي.