الخميس, 19 يونيو 2025 10:43 PM

خطر يهدد حياة مرضى الكلى في رأس العين وتل أبيض مع توقف الدعم عن مراكز الغسل

خطر يهدد حياة مرضى الكلى في رأس العين وتل أبيض مع توقف الدعم عن مراكز الغسل

يواجه مرضى الفشل الكلوي في مدينتي رأس العين وتل أبيض خطرًا صحيًا جسيمًا بعد توقف الدعم عن مركزين حيويين لغسل الكلى، مما يهدد حياة العشرات. يعتمد هذان المركزان بشكل كبير على الدعم المقدم من منظمات دولية لتأمين المستلزمات الطبية الضرورية وتشغيل الأجهزة، إلا أن هذا الدعم قد توقف مؤخرًا، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الأساسية مثل فلاتر الغسل والمحاليل، بالإضافة إلى صعوبات في دفع رواتب الكادر الطبي والتمريضي.

تدهور الحالة الصحية للمرضى

يعاني مرضى الكلى من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية، مما أدى إلى تقليل عدد جلسات الغسل في المركزين. يعتمد المرضى الآن على ما تبقى من الأدوية القديمة وعلى الدعم المحدود الذي تقدمه المستشفيات العامة. قصي الحاتم (45 عامًا) من تل أبيض، يضطر الآن للاكتفاء بجلسة غسل كلوي واحدة أسبوعيًا بعد أن كان يتلقى ثلاث جلسات منتظمة. تدهورت حالته الصحية بشكل ملحوظ، حيث يعاني من إرهاق دائم ودوار مستمر، في ظل غياب الأدوية البديلة وارتفاع أسعارها في السوق المحلية، مما يجعله يعتمد على الدعم المحدود من المستشفيات العامة.

يعود هذا التراجع في الخدمة إلى توقف الدعم المقدم من منظمة اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية (UOSSM) عن مركز غسل الكلى في تل أبيض، مما أثر بشكل مباشر على صحة المرضى.

يعتمد مركزا غسل الكلى في تل أبيض ورأس العين على دعم منظمات دولية – 17 حزيران 2025 (عنب بلدي)

غسل منتظم للبقاء على قيد الحياة

مجد الكروم (32 عامًا) من رأس العين، بدأت معاناته مع الفشل الكلوي قبل أكثر من عامين بسبب غياب الرعاية الطبية المناسبة وعدم تلقي العلاج اللازم في الوقت المناسب بعد إصابته بالتهاب حاد في الكلى. يعتمد مجد الآن على جلسات غسل الكلى المنتظمة في مركز تابع لمنظمة "الرابطة الطبية للمغتربين السوريين" (سيما) للبقاء على قيد الحياة. منذ ثلاثة أشهر، أبلغ المركز المرضى بتوقف الدعم، مما أدى إلى نقص في المستلزمات الطبية. على الرغم من استمرار الجلسات بدعم من "المستشفى الوطني" التابع للهلال الأحمر التركي، إلا أن الخدمات لم تعد كما كانت من حيث الجودة وعدد الجلسات الأسبوعية.

يزيد من معاناة المرضى غياب الأطباء الاختصاصيين في رأس العين وتل أبيض، خاصة اختصاصيي الأمراض المزمنة والباطنية، مما يؤدي إلى تأخر اكتشاف الحالات الحرجة وارتفاع عدد الوفيات بين مرضى القصور الكلوي والقلب والسكري.

مركزان دون داعم

المسؤول الإداري لمركز غسل الكلى في تل أبيض، معتز الجوري، أوضح أن منظمة "أوسوم" أوقفت دعمها منذ نهاية أيار الماضي، مما تسبب في نقص حاد في المستلزمات الطبية. يعتمد المركز حاليًا على ما تبقى من مواد الدعم ومساهمات المتبرعين المحليين، لكن هذه الموارد غير كافية لتغطية الاحتياجات. وأضاف أن توقف الدعم الكامل سيضر بأكثر من 31 مريضًا يعتمدون على جلسات غسل الكلى للبقاء على قيد الحياة، حيث سينخفض عدد الجلسات الشهرية من 240 إلى أقل من 50.

توقف الدعم تسبّب بنقص حاد في المستلزمات الطبية – 17 حزيران 2025 (عنب بلدي)

الطاقة الاستيعابية تنخفض

المدير الإداري لمركز غسل الكلى في رأس العين، جميل العساف، أفاد بأن الدعم من منظمة "سيما" توقف منذ بداية آذار الماضي. اعتمد المركز على ما تبقى من الدعم لمدة 20 يومًا، لكن الطاقة الاستيعابية انخفضت من 35 مريضًا يوميًا إلى 15 مريضًا. يعمل العاملون حاليًا كمتطوعين مع منح متواضعة من "المستشفى الوطني" الذي يقدم أيضًا مستلزمات الغسل الكلوي. تم التواصل مع عدة منظمات لتبني المركز، لكن دون استجابة.

تعتبر مراكز غسل الكلى ضرورية في المناطق المتأثرة بالأزمات، حيث تتطلب توفير الأدوية والمستلزمات الطبية والدعم اللوجستي بشكل مستمر. في ظل ضعف الخدمات الصحية والاقتصادية في تل أبيض ورأس العين، يعتمد مرضى الفشل الكلوي على هذه المراكز للبقاء على قيد الحياة، مما يجعل استمرار عملها أمرًا حيويًا لتفادي أزمات إنسانية خطيرة.

يلجأ معظم السكان في رأس العين وتل أبيض إلى الصيدليات مباشرة لتشخيص الأمراض والحصول على الأدوية، رغم مخاطر التشخيص غير الصحيح وعدم منح الدواء المناسب.

اقرأ أيضًا: صيادلة يأخذون دور الأطباء في التشخيص والعلاج برأس العين

مشاركة المقال: