أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل علي شدماني، رئيس أركان الحرب بالجيش الإيراني، إثر استهداف مقر عسكري في طهران. في المقابل، أفادت وكالة أنباء فارس ببدء هجوم صاروخي إيراني جديد على الأراضي المحتلة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وقبل الإعلان عن مقتل شدماني، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باستهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، معتبراً أن ذلك سينهي الصراع بين البلدين. ويرى مراقبون أن الرد الإيراني كان أقوى من المتوقع، وقد يتصاعد مع استخدام صواريخ أحدث، وسط فشل منظومة القبة الحديدية في اعتراضها، مما يثير مخاوف من حرب طويلة الأمد.
أوضح حسام نجار، المحلل السياسي السوري، أن إسرائيل كانت تستعد للعمليات العسكرية منذ فترة طويلة، مستهدفة إيران بشكل غير مباشر في عدة مناسبات، من اغتيال علماء نوويين إلى استهداف مواقع تابعة للحرس الثوري، بالإضافة إلى حملة إعلامية حول دور طهران في طوفان الأقصى.
وأضاف نجار أن الضربات الإسرائيلية كانت مؤثرة، وتسعى إيران لوساطات إقليمية للتهدئة، لكن إسرائيل وأمريكا تسعيان لتحقيق أهداف عسكرية وإجبار إيران على التنازل عن برنامجها النووي.
وفي تطور لافت، طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من سكان طهران مغادرتها فوراً، مشيراً إلى ضرورة توقيع إيران على اتفاق لم يذكره.
تتزايد عمليات إجلاء المواطنين الأجانب من إسرائيل وإيران، حيث تنظم ألمانيا رحلات جوية من عمّان إلى فرانكفورت، وتطلق بولندا خطة لإجلاء مواطنيها براً عبر الأردن، فيما بدأت سلوفاكيا في نقل مواطنيها ومواطني دول أخرى في الاتحاد الأوروبي جواً عبر الأردن وقبرص.
في هذا السياق، أثار موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتباه، حيث أكد أن حكومته ستعمل على إبعاد البلاد عن الآثار السلبية للأزمات في المنطقة، معتبراً أن الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية له أهداف خبيثة وشاملة، وملوحاً بزيادة القدرات الصاروخية لبلاده.
يرى نجار أن معارضة تركيا لضرب إيران أمر طبيعي، وأن الدول تتخذ مواقف بحسب مصالحها القومية، وتسعى دائماً لإيقاف الحرب والدعوة إلى السلام. وأضاف أن تركيا ليست بوارد دعم إيران بسبب اختلاف التوجهات وانتمائها لحلف الناتو.
وكان أردوغان قد صرح بأن بلاده ستصل قريباً إلى مستوى من القدرات الدفاعية بحيث لا يجرؤ أحد على التطاول عليها، وأنها تعمل على رفع مخزونها من الصواريخ متوسطة وطويلة المدى إلى مستوى الردع.
