تزايدت التقارير حول توغلات وانتهاكات الجيش الإسرائيلي في مناطق الجنوب السوري منذ عام 2024، كان آخرها الاعتداء على صحفيين أثناء تغطيتهم لأضرار محافظة القنيطرة جراء مخلفات صواريخ ومسيرات إيرانية-إسرائيلية بعد الحرب الأخيرة بين طهران وتل أبيب.
تعرض الصحفي نادر دبو (أبو معن الحوراني) والناشط الإعلامي نور جولان للملاحقة والاستجواب أثناء توثيق إسقاط مسيّرات إيرانية والأضرار التي لحقت بالمدنيين في ريف القنيطرة في 14 حزيران الحالي.
أدانت رابطة الصحفيين السوريين بشدة هذه الانتهاكات، معتبرة إياها "انتهاكات جسيمة ومتكررة" وطالبت بتحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين. وأكدت الرابطة أن هذه الانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، وتشكل اعتداءً على حرية الصحافة وخرقًا لاتفاقيات جنيف.
أفاد الصحفي نادر دبو بأنه وفريقه تعرضوا للملاحقة لأكثر من نصف ساعة قبل محاصرتهم والتحقيق معهم بذريعة دخول منطقة عسكرية، رغم تواجدهم في أراضٍ سورية مدنية.
وفي وقت سابق، أفاد الناشط أحمد كيوان باعتقال الجيش الإسرائيلي لشابين وطفل أثناء مطاردة صحفيين كانوا يصورون العمليات الإسرائيلية في قرية كودنة. أُطلق سراح الطفل بعد تعذيبه، بينما أُطلق سراح الشابين بعد التحقيق معهما.
أشار كيوان إلى أن قرية كودنة تتعرض يوميًا لتوغلات إسرائيلية، وأن الجيش يقوم بتفتيش المنازل حتى على أوتوستراد دمشق-القنيطرة.
انتهاكات متكررة
وثقت رابطة الصحفيين السوريين أربع حوادث انتهاك بارزة من قبل الجيش الإسرائيلي منذ عام 2024، شملت إطلاق نار مباشر، واعتقال، وضرب، ومصادرة معدات، وعرقلة التغطية الإعلامية. من أبرز هذه الحوادث إصابة الإعلامي علي النجار برصاص الاحتلال أثناء تغطيته احتجاجات في قرية السويسة.
كما اعتقلت القوات الإسرائيلية المصور الفرنسي سيلفان ميركادير والمتعاون الصحفي السوري محمد فياض في قرية الحميدية، ومنعت الصحفي يوسف غريبي من التغطية وصادرت معداته. وذكر غريبي أن زميليه تعرضا للضرب والتكبيل رغم ارتدائهما الزي الصحفي.
مطالب وتحذيرات
شددت رابطة الصحفيين السوريين على أن استهداف الصحفيين في مناطق النزاع يُعدّ جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف، ولا يمكن تبريره بأي ذريعة أمنية أو عسكرية. وأكدت أن هذه الانتهاكات تشكل نمطًا ممنهجًا لترهيب الصحفيين وعرقلة توثيق الانتهاكات في المناطق الحدودية.
طالبت الرابطة بوقف جميع أشكال الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف ممارساتها العدائية تجاه الصحافة، وفتح تحقيق دولي مستقل بإشراف الأمم المتحدة، وتوفير آليات حماية دولية للإعلاميين العاملين في مناطق التماس.
أكدت الرابطة أن استهداف الصحفيين المدنيين لا يمكن تبريره بأي ذرائع أمنية، وأن الإفلات من العقاب يمثل تقويضًا لمبادئ العدالة والحق في نقل المعلومات. وأعلنت التزامها الكامل بالدفاع عن حرية الصحافة، ودعت المنظمات الدولية والإقليمية إلى التضامن والعمل لوقف هذه الممارسات ومساءلة مرتكبيها.
توغل سابق
أنشأت دورية إسرائيلية حاجزًا عسكريًا على مدخل بلدة كودنة في أيار الماضي، وقامت بتفتيش المارة. وأفاد سكان محليون أنهم اعتادوا على هذه التوغلات الإسرائيلية في المنطقة.