الثلاثاء, 17 يونيو 2025 05:37 AM

الصراع الإيراني الإسرائيلي: هل تجاوز الذروة أم يتجه نحو الانفجار؟ سيناريوهات وتداعيات

الصراع الإيراني الإسرائيلي: هل تجاوز الذروة أم يتجه نحو الانفجار؟ سيناريوهات وتداعيات

انس جوده: تقترب المواجهة بين إيران وإسرائيل من بلوغ ذروتها العملياتية، دون أن تفضي إلى حسم أو انهيار. الضربة الإسرائيلية التي استهدفت العمق الإيراني – بما في ذلك منشآت نووية ومواقع قيادية – كانت غير مسبوقة من حيث الجرأة، لكنها فشلت في شلّ النظام أو فرض التفاوض. في المقابل، جاء الرد الإيراني كثيفاً ودقيقاً، طال مدناً إسرائيلية مركزية، وأحدث شللاً نسبياً في الاقتصاد، وسط عجز دفاعي ملحوظ. نحن أمام ذروة عسكرية بلا مكاسب استراتيجية حاسمة. لا انتصار نهائي، ولا انسحاب ممكن.

ومن هذه النقطة، يمكن أن يتجه الصراع نحو أحد مسارين: الأول، هو مسار حرب الوكلاء، وهو الأرجح في المدى القريب، عبر فتح جبهات استنزاف في #اليمن، #العراق وعبر #سوريا خصوصا للقواعد الامريكية. لكن هذه "الساحات" منهكة وخاضعة لتوازنات دولية تجعل التصعيد فيها محفوفاً بالمخاطر، سواء لإيران أو لحلفائها. الثاني، هو مسار الانهيار الداخلي الإيراني، والذي قد يتسارع في حال تواصل الضربات النوعية، وتعمّق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية. هذا الاحتمال لا يزال بعيداً، لكنه قائم في حال تآكل البنية الأمنية للنظام مع استمرار الضغط الخارجي.

وفي حال اقتراب إيران من الانهيار، يُتوقع تفعيل ما يمكن تسميته بـ"تحالف الضرورة" غير المعلن بين #الصين و #روسيا و #باكستان: الصين تقدم دعماً سيبرانياً وتقنياً؛ روسيا تغطي سياسياً ضمن منطق التوازن مع الغرب؛ وباكستان توفر رمزية لوجستية لضمان الحد الأدنى من التماسك الحدودي. هذا التحالف لن يمنع السقوط، لكنه قد يؤجله، ويفتح الباب نحو أحد خيارين: انفجار دولي واسع، أو تفاوض اضطراري يُفرض بالقوة لا بالشرعية. #الولايات_المتحدة، رغم دعمها اللوجستي لإسرائيل، لا تزال تمسك بخيوط "نقطة الخروج"، وتفضّل إدارة الحرب من الخلف، بانتظار لحظة تفاوض قسري تُملَى فيها الشروط الأميركية على الجميع.

هوامش تحليلية: 1- إسرائيل تواجه ضغوطاً داخلية وارتباكاً سياسياً، لكنها ما تزال في موقع المبادرة، مستفيدة من مؤسسات قوية واقتصاد مرن وتحالف استراتيجي مع واشنطن. 2- #السعودية و #الامارات تمارسان حياداً محسوباً وتموضعاً ذكياً: لا تدعمان إيران، ولا ترغبان في نصر إسرائيلي كاسح. كلاهما يراهن على استنزاف متبادل يعزز موقعهما في أي ترتيب إقليمي لاحق.

خلاصة: إيران تنزف، إسرائيل تحت الضغط، والإقليم يراقب دون التورط. لا أحد يريد الانهيار الكامل، ولا أحد يستطيع منعه تماماً. نحن أمام توازن هشّ، مفتوح على انفجار قد لا يقرره أحد، لكنه سيغيّر وجه المنطقة بالكامل. (اخبار سوريا الوطن ٢-صفحة الكاتب)

مشاركة المقال: