الثلاثاء, 17 يونيو 2025 04:18 AM

ألمانيا تسجن طبيبًا سوريًا مدى الحياة بتهمة تعذيب وقتل معتقلين خلال الثورة

ألمانيا تسجن طبيبًا سوريًا مدى الحياة بتهمة تعذيب وقتل معتقلين خلال الثورة

قضت محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا في ألمانيا بالسجن المؤبد على الطبيب السوري علاء موسى، لإدانته بجرائم تعذيب وقتل بحق سوريين. جاء الحكم بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من الإجراءات الإثباتية المكثفة، حيث أدين موسى بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بين عامي 2011 و2012، بما في ذلك التعذيب والاعتداء الجنسي، وفي حالتين، قتل معتقلين في مستشفى عسكري في حمص وسجن للمخابرات العسكرية، وفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

يمثل هذا الحكم نهاية أوسع محاكمة حتى الآن في ألمانيا تتناول جرائم نظام الأسد في سوريا. ونقلت الشبكة عن رينيه باهنس، المحامي الشريك في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، قوله إن "هذا الحكم يبعث الأمل في إمكانية تحقيق العدالة للناجين".

أُلقي القبض على علاء في حزيران/ يونيو 2020، للاشتباه القوي بارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بصفته طبيبًا وعضوًا في جهاز أمني، بما في ذلك العنف الجنسي وتعذيب وقتل مدنيين في عدة منشآت، مثل مستشفى المزة العسكري رقم 601 المعروف باسم "المسلخ البشري"، والمستشفى العسكري رقم 608، وسجن القسم 261 التابع لمديرية المخابرات العسكرية في حمص.

استمعت المحكمة لأكثر من 50 شاهدًا وعدد كبير من الخبراء على مدار 186 يومًا، وقدمت شهاداتهم صورة شاملة عن دور المستشفيات العسكرية في نظام التعذيب الذي كان يطبقه النظام، والقمع العنيف للاحتجاجات في حمص، وخاصةً في حي بابا عمرو.

تجري حاليًا تحقيقات إضافية في جرائم ضد الإنسانية في سوريا، بما في ذلك القمع العنيف لمظاهرة سلمية مناهضة لنظام الأسد، وسوء معاملة المدنيين المتكرر على يد ميليشيا محلية في حي اليرموك الفلسطيني في دمشق. كما أُلقي القبض على شخص يُشتبه بانتمائه إلى فرع الخطيب في أيار/ مايو 2025.

قال باتريك كروكر، كبير المستشارين القانونيين في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، إن الحكم الصادر ضد علاء يظهر أن الإجراءات القائمة على مبدأ الولاية القضائية العالمية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من السوابق القضائية في ألمانيا، ويمثل خطوة مهمة في مكافحة الإفلات من العقاب، ويوجه رسالة واضحة إلى مرتكبي الجرائم في نظام الأسد.

تؤكد الشبكة السورية أن سقوط نظام الأسد يفتح الباب أمام إمكانية مطالبة السوريين أنفسهم بالعدالة في بلدهم، ووصفت الحكم بأنه "علامة فارقة في تاريخ سوريا، إذ يفصل ماضٍ مثقل بالدماء والظلم عن مستقبلٍ يبشر بمزيد من العدالة والإنصاف".

ذكرت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه" الألمانية أن المحكمة وجدت أن ذنب المتهم خطير للغاية، وأمرت بحبسه احتياطيًا، ونقلت عن رئيس المحكمة، القاضي كريستوف كولر، قوله إن "الجرائم التي أدين بها علاء موسى أسفرت عن إصابة تسعة أشخاص بجروح بدنية ونفسية خطيرة، ومقتل اثنين".

بدأت أولى جلسات المحاكمة في 19 كانون الأول 2022 أمام محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا غربي ألمانيا.

مشاركة المقال: