الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:39 PM

وزير الاتصالات يستمع لمواطن: خطوة إيجابية نحو إصلاح قطاع الاتصالات المتعثر

وزير الاتصالات يستمع لمواطن: خطوة إيجابية نحو إصلاح قطاع الاتصالات المتعثر

تفاعل واسع على فيسبوك مع قصة المواطن “فراس عمر باشا” ووزير الاتصالات “عبد السلام هيكل”، حيث لاقت استحساناً كبيراً. لكن السؤال المطروح: هل يمكن للوزير حل مشاكل الاتصالات بالتواصل المباشر مع كل مواطن؟

سناك سوري-وفاء محمد

بدأت القصة عندما نشر “باشا” شكواه على منصة إكس، متحدثاً عن انقطاع خدمات الاتصالات في ريف دمشق، وإهمال شكواه السابقة من قبل شركات الاتصال، وتطرق إلى الفساد والمحسوبيات وغياب التخطيط.

في اليوم التالي، تلقى “باشا” مكالمة من الوزير، لم تكن بروتوكولية بل اعترافاً بالتقصير والتزاماً بالعمل، وتأكيداً على المتابعة، مع وعد بالتركيز على النتائج لا المبررات.

لكن، هل يمكن للوزير التحدث مع كل مواطن؟ بالتأكيد لا، بل المطلوب هو إصلاح المنظومة لتقليل الشكاوى.

ما قام به الوزير يعكس رمزية ضرورية، لكنه أيضاً يسلط الضوء على الحاجة لبناء أدوات مؤسسية لتلقي الشكاوى ومتابعتها، تتجاوز الأشخاص إلى أنظمة عمل. لا يمكن بناء دولة على النوايا الحسنة فقط، بل على قنوات تواصل رسمية وفرق عمل فعالة.

يمكن اعتماد منصة خاصة للشكاوى، أو تفعيل دور الإعلام، بما فيه الإعلام الرسمي الغائب منذ 8 كانون الأول 2024، لإيصال صوت الشكاوى.

أنا شخصياً أعاني من مشاكل الاتصالات، سواء من ارتفاع أسعار الباقات أو رداءة الخدمة. هل يجب أن أقدم شكوى للوزير عبر إكس؟ لا أمتلك حساباً هناك، فما الحل؟ تجربتي تشبه تجارب آلاف السوريين، في زمن أصبح فيه الإنترنت مورداً أساسياً للعيش.

المشكلة ليست “كمالية” بل أساسية، ومصيرية لمن يعتمد على الإنترنت في العمل أو التعليم أو التواصل مع الخارج.

إذاً، هل المطلوب مكالمة من الوزير لحل المشكلة؟ بالطبع لا. ما نحتاجه هو تحويل هذه اللفتة الرمزية إلى إجراء مؤسسي عام.

الأمر لا يتعلق فقط بالاتصالات، بل بكل قطاع خدمي يعاني من مشاكل مزمنة. نحتاج إلى إعادة بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، عبر قنوات شفافة وفعالة، ومتابعة حقيقية. نريد أن تؤسس الوزارات فرق عمل لاستقبال الشكاوى ومعالجتها والرد عليها ضمن سقف زمني واضح.

تجربة “فراس عمر باشا” يجب أن تكون رمزية جيدة لفتح باب الشكاوى عبر قنوات متاحة للجميع، حتى لمن لا يمتلكون القدرة على الوصول إلى الإنترنت. نحن بحاجة إلى مسؤولين يسمعون، يتجاوبون ويحاسبون.

مشاركة المقال: