الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:33 PM

ناشونال إنترست تكشف: كيف تستغل روسيا انشغال الغرب لتعزيز نفوذها في أفريقيا؟

ناشونال إنترست تكشف: كيف تستغل روسيا انشغال الغرب لتعزيز نفوذها في أفريقيا؟

كشف مقال في موقع "ناشونال إنترست" عن تحول القارة الأفريقية إلى نقطة ارتكاز في الاستراتيجية العالمية لروسيا. يستغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انشغال الولايات المتحدة بالصراع الأوكراني لتوسيع نفوذ بلاده في أفريقيا، من خلال بناء قواعد عسكرية، وتوقيع اتفاقيات دفاعية، وتغيير موازين القوى من البحر الأحمر إلى غرب أفريقيا.

أوضحت زينب ربوع، كاتبة المقال، أن انسحاب واشنطن من النيجر وطرد فرنسا من دول مثل السنغال ومالي وبوركينا فاسو، يمثل تراجعًا للحضور الغربي في منطقة الساحل، مما سمح لروسيا بملء الفراغ بسرعة عبر التعاون الأمني.

وأضافت ربوع، مديرة برنامج بمركز السلام والأمن في الشرق الأوسط في معهد هدسون، أن موسكو لم تكتف بالتمدد السياسي، بل أصبحت المورد الأول للسلاح في أفريقيا، حيث تمثل صادراتها 40% من واردات السلاح في القارة.

وحذرت الكاتبة من أنه إذا لم تتخذ إدارة الرئيس الأميركي إجراءات لاستدراك التوسع الروسي، فإن الكرملين سيحافظ على قاعدة إستراتيجية أخرى في الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتكمن الخطورة الأكبر، بحسب ربوع، في أن روسيا تعمل على التنسيق مع الصين وإيران لتشكيل محور معاد يهدف إلى تحدي الهيمنة الغربية برًا وبحرًا وجوًا.

وأوضحت ربوع أن هذا التوسع الروسي جزء من إستراتيجية بوتين للحرب "غير المتكافئة"، والتي تقوم على تسليح الأنظمة العسكرية ودعم الانقلابات واستثمار الفوضى لتعزيز النفوذ الروسي في القارة.

وكشفت ربوع عن خطط روسية لنشر قوة قوامها 5 آلاف جندي في منطقة الساحل، لتعزيز النفوذ الروسي وتقويض الهياكل الأمنية المدعومة من الغرب.

وأكدت أن النفوذ الروسي المتزايد في دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، والتي شكلت تحالفًا جديدًا يُعرف باسم "تحالف دول الساحل"، يعكس هذه الديناميكية.

فمنذ عام 2020 وحتى 2023، شهدت هذه الدول انقلابات مدعومة من موسكو، تخلت بعدها عن علاقاتها العسكرية والدبلوماسية مع الغرب، وبدأت بالتنسيق الأمني تحت إشراف روسيا.

وأشارت الكاتبة إلى أن روسيا تستخدم مجموعة "فاغنر" كأداة إستراتيجية، تتجاوز كونها مليشيا مسلحة، بل تمثل وسيلة لإعادة تشكيل منظومة الأمن في القارة. وتلعب "فاغنر" دورًا محوريًا في دعم الأنظمة وتوفير الحماية مقابل الولاء لموسكو.

ووفق المقال، فإن أكبر مثال على دور فاغنر ظهر جليًا في غينيا الاستوائية، حيث أُرسلت قوات روسية لحماية نظام الرئيس أوبيانغ مباسوغو، مقابل النفوذ في منطقة حيوية وغنية بالنفط.

وخلص المقال إلى أن تجاهل الغرب لهذه التحركات قد يؤدي إلى إعادة تشكيل ميزان القوى العالمي لصالح محور موسكو-بكين-طهران.

مشاركة المقال: