يثير مونديال قطر 2022 جدلاً واسعاً، يتضمن مغالطات تستهدف التقليل من شأن هذا الحدث. دعونا نفند بعض هذه الادعاءات:
أولاً، الادعاء بإنفاق قطر مئات المليارات على المونديال. يجب التوضيح أن هذه الاستثمارات تبقى داخل قطر وتخدم خططها التنموية الطموحة، وهي جزء من رؤية 2030. الأهم أن قطر أنفقت من مواردها الخاصة، دون الاعتماد على قروض أو مساعدات خارجية.
ثانياً، الزعم بأن توزيع تكلفة المونديال على الدول الفقيرة كان سيقضي على الفقر. هذا الطرح يتجاهل أن قطر ليست ملزمة بإنهاء الفقر العالمي قبل استضافة المونديال. كما أنها تقدم بالفعل مساعدات كبيرة للدول المحتاجة.
ثالثاً، الخلط بين استضافة المونديال وموقف قطر من الثورة السورية. قطر دعمت الثورة السورية، وما زالت تقدم الدعم للثوار والنازحين واللاجئين. رفع العلم السوري في افتتاح المونديال دليل على هذا الدعم المستمر. كان بإمكان قطر أن تنحاز إلى النظام السوري، لكنها اختارت الوقوف مع الشعب السوري.
رابعاً، الادعاءات الأوروبية بأن العرب والمسلمين غير مؤهلين لتنظيم بطولات كبرى. هذه الادعاءات تنم عن تحيز وعنصرية، وتهدف إلى التقليل من شأن نجاح قطر في تنظيم المونديال.
صحيح أن قطر ليست دولة ملائكية، وقد تكون ارتكبت أخطاء في التعاطي مع ملف الثورة السورية. لكن يجب أيضاً محاسبة السوريين الذين استغلوا الثورة لتحقيق مصالحهم الشخصية.
الأهم، هل هذا هو الوقت المناسب لفتح ملفات الماضي والحقد على قطر؟ أم أن هناك أهدافاً أخرى وراء هذه الحملة، لا علاقة لها بالحقوق أو الثورة أو الإنسانية؟ نجاح قطر في تبديد الصورة النمطية عن العرب والمسلمين يزعج البعض.
قطر ليست بحاجة إلى دفاع، ولا يضرها الهجوم. لقد عملت على مدى 12 عاماً على المونديال وخطتها الاستراتيجية 2030، وطورت بنيتها التحتية وقطاعاتها المختلفة. بينما بددت أنظمتنا الثروات وحولتنا إلى متفرجين.
اليوم، تضاف الرياضة كقوة ناعمة جديدة إلى رصيد قطر، إلى جانب الجزيرة والدبلوماسية والاستثمارات الخارجية والنهضة الزراعية والصناعية والخدمية. من الحكمة استغلال نقاط القوة لتحقيق رفاهية الشعب.
مبارك لقطر فهمها للمعادلة ومواءمتها بين المتناقضات، وإلزام العالم بالانتظار لتوقيت الدوحة.
*كاتب سوري