الإثنين, 12 مايو 2025 03:30 PM

من هو جوناثان باس؟ رجل الأعمال الأميركي الذي يسعى لرأب الصدع بين سوريا وإدارة ترمب

من هو جوناثان باس؟ رجل الأعمال الأميركي الذي يسعى لرأب الصدع بين سوريا وإدارة ترمب

في ظل الحذر الأميركي المستمر حيال الملف السوري، برز اسم رجل الأعمال الأميركي جوناثان باس كلاعب جديد يسعى لإعادة وصل ما انقطع بين سورية وإدارة ترمب. باس، الذي يرأس شركة "أرغنت" المتخصصة في الغاز الطبيعي ومقرها لويزيانا، التقى مؤخراً بالرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق.

وخلال اجتماع استمر أربع ساعات في القصر الرئاسي، طرح باس خطة لتطوير قطاع الطاقة السوري عبر شراكات مع شركات غربية، واقترح تأسيس شركة نفط سورية تُدرج لاحقاً في البورصات الأميركية. وقد أبدى الأسد ترحيبه بالمقترح بشرط البدء بتخفيف العقوبات الغربية المفروضة على بلاده. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال أن الأسد أوفد وزير الطاقة لمرافقة باس إلى إسطنبول في خطوة تؤكد جديته، كما أعرب عن رغبته بلقاء ترمب وعرض خطته لإعادة الإعمار، التي وصفها البعض بأنها نسخة معدّلة من "خطة مارشال"، تركز على منح الأولوية للشركات الأميركية والغربية مقابل تحجيم النفوذ الصيني والإيراني.

ويبدو أن باس، الذي يُعرف بمواقفه الداعمة لسياسات ترمب حتى المثيرة للجدل منها، يعمل على كسب ثقة الإدارة الأميركية، خاصة في ظل استمرار إدراج الأسد على قائمة الإرهاب رغم إلغاء مكافأة الـ10 ملايين دولار المخصصة سابقاً لاعتقاله.

من جانبها، بدأت الحكومة السورية الجديدة اتخاذ خطوات لفتح قنوات غير رسمية مع واشنطن، من خلال ملاحقة المتشددين، والانخراط في مفاوضات غير معلنة مع إسرائيل لخفض التوتر. كما أبدت استعدادها لعقد اتفاقيات تتيح للشركات الأميركية العمل في مجالات النفط والاتصالات.

وبحسب وول ستريت جورنال، طرحت واشنطن قائمة مطالب لبحث إمكانية تخفيف العقوبات، تتضمن ملاحقة الجماعات الفلسطينية المسلحة، والتعاون في ملف الأميركيين المفقودين، والسماح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحقق من مخزون البلاد. وأكد مصدر رسمي في الخارجية السورية للصحيفة أن بلاده تسعى لبناء علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة تقوم على المصالح المتبادلة، خاصة في قطاعات الطاقة والاقتصاد.

وتعتبر هذه التحركات جزءاً من محاولة أوسع لإعادة إعمار البنى التحتية المدمرة، وإحياء قطاع النفط، الذي كان يدر على البلاد نحو 4.2 مليار دولار سنوياً قبل عام 2010.

وفيما لا يزال موقف ترمب من سورية غامضاً، إلا أن تصريحات مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، كشفت أن واشنطن بدأت تلمّح إلى تغيّر في النظرة تجاه الأسد، معتبرة إياه "شخصاً مختلفاً عمّا كان عليه في السابق".

وبينما يرى بعض القادة العسكريين الأميركيين أن دعم الحكومة السورية الجديدة قد يقلل من نفوذ "داعش" ويتيح انسحاباً تدريجياً للقوات الأميركية، يظل نجاح هذه المساعي مرهوناً بقدرة دمشق على إقناع واشنطن بأنها لم تعد بيئة حاضنة للجماعات المتطرفة.

مشاركة المقال: