عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة اليوم، الخميس 10 نيسان، لمناقشة التطورات المتعلقة بالتوغل الإسرائيلي في سوريا. وقد أدانت عدة دول، بما في ذلك الجزائر والصين وباكستان وسلوفاكيا وروسيا وليبيا، التدخل الإسرائيلي في جنوب سوريا.
أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا، خلال الجلسة أن إسرائيل تحتل 12 موقعًا في المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل، منها 10 داخل المنطقة العازلة (خط برافو) وموقعين آخرين على الحدود. وأشار لاكروا إلى أن الجيش الإسرائيلي يفرض قيودًا على قوات فصل النزاع (أندوف)، بالإضافة إلى قيود على حركة السوريين القاطنين بالقرب من المنطقة العازلة. وأضاف أن قوات “أوندوف” تتواصل مع الجانبين السوري والإسرائيلي وتتلقى شكاوى من السكان السوريين الرافضين للوجود الإسرائيلي في مناطقهم، داعيًا الأطراف إلى الالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
من جانبها، أعربت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية عن مشاركتها إسرائيل قلقها من أن تصبح سوريا "قاعدة للإرهاب"، مرحبة بتصريحات الجانب السوري بأن سوريا لن تكون ملاذًا للإرهاب. واعتبرت بريطانيا أن الضربات الإسرائيلية تهدد فرصة تحقيق الاستقرار في سوريا.
ممثل سوريا في الأمم المتحدة، قصي الضحاك، طالب خلال الجلسة بإدانة إسرائيل، ودعا إلى الالتزام باتفاقية فض الاشتباك واحترام قرارات مجلس الأمن وقوات “أوندوف”. وأكد أن "الاحتلال" فرض واقعًا جديدًا يتناقض مع آمال وتطلعات السوريين في العيش بأمن وسلام، معربًا عن استعداد سوريا لإعادة نشر القوات السورية على خطوط فض الاشتباك مقابل إسرائيل.
جاءت جلسة مجلس الأمن الطارئة بطلب من الجزائر والصومال لمناقشة آثار الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وذلك بعد التشاور والاتفاق مع المجموعة العربية في نيويورك.
شهد الأسبوع الماضي سلسلة من الاستهدافات الإسرائيلية، كان آخرها قصف “اللواء 75” ومقر “الفرقة الأولى” قرب الكسوة بريف دمشق، بعد ساعات من تصعيد على عدة مواقع في سوريا. التصعيد الأعنف كان مساء الأربعاء 2 نيسان، حيث قصف الطيران الحربي الإسرائيلي عدة مواقع عسكرية في محافظات دمشق وحماة وحمص ودرعا.
وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد حذرت الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، من مواجهة عواقب وخيمة إذا هدد أمن إسرائيل. وقد أثار التصعيد الإسرائيلي ردود فعل دولية، حيث أدان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، التصعيد العسكري المتكرر والمتزايد للجيش الإسرائيلي في سوريا، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال تقوض الجهود المبذولة لبناء سوريا جديدة تنعم بالسلام الداخلي وتتسبب في زعزعة استقرارها. كما أدانت كل من الأردن وقطر ومصر والسعودية والعراق والجزائر ودول أخرى القصف الإسرائيلي على سوريا.
وسبق أن دعا الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الدول العربية إلى تحمّل مسؤولياتها في مساعدة سوريا على وقف انتهاكات إسرائيل لأراضيها، مؤكدًا تمسّك سوريا باتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، ورفضها استمرار إسرائيل في تجاهل هذا الاتفاق.