الإثنين, 12 مايو 2025 03:31 PM

مأساة تتكرر: مقتل الطفل حيدر الجردي يثير غضبًا واسعًا ويُعيد للأذهان ضحايا أبرياء آخرين

مأساة تتكرر: مقتل الطفل حيدر الجردي يثير غضبًا واسعًا ويُعيد للأذهان ضحايا أبرياء آخرين

أثار مقتل الطفل "حيدر باسل الجردي" برصاص مسلحين في قرية "زاما" بريف جبلة، تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استذكر الناشطون قصة الطفل الضحية "ابراهيم شاهين" الذي قُتل في قرية حرف بنمرة بريف بانياس في وقت سابق.

وبحسب ما نشره أحد أقارب الطفل الضحية، كان "حيدر" الابن الأكبر لعائلته والمعيل الوحيد لها بعد توقف راتب والده. وفي ليلة مقتله، كان يعمل في جمع الحطب وأوراق الغار لإعالة أسرته. وبعد انتهاء عمله، توجه إلى قرية زاما ليقص شعره، لكن طريق العودة كانت الأخيرة، حيث باغته الرصاص مع 3 مدنيين آخرين لقوا حتفهم جميعًا.

يتداول الناشطون صورة "حيدر" مطالبين بالعدالة له ولجميع أطفال سوريا، ومطالبين بوقف عمليات قتل الأبرياء بهذه العشوائية المقلقة. جريمة مقتل حيدر أعادت إلى الأذهان مأساة الطفل الذي قُتل مطلع نيسان الماضي في قرية حرف بنمرة بريف بانياس، في هجوم أودى بحياة ستة مدنيين. وتداول السوريون صور إبراهيم كرمز للطفولة الضائعة في زمن الفوضى.

في ذلك الوقت، أشار مسؤول أمني في مدينة بانياس إلى أن دورية أمنية تحركت فوراً بعد الجريمة، وأكد شهود عيان أن شخصين بلباس عسكري أطلقا النار ثم فرا إلى منطقة تضم ثكنة عسكرية. وقال إن أحد أفراد مجموعة مسلحة هناك أشار إلى المجرمَين، اللذين اعترفا بعد توقيفهما وتم تحويلهما إلى القضاء.

ورغم هذه الإجراءات، يشعر ناشطون ومتابعون أن المحاسبة لم تكن كافية، إذ لم تمضِ أسابيع قليلة على مجزرة بانياس حتى تكررت المأساة مع حيدر، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى جدية الإجراءات الرادعة، وإلى أي مدى تحمى أرواح المدنيين من عبث السلاح غير المنضبط.

بين زاما وبانياس، وبين طفلين لا يعرفان شيئاً عن الحسابات العسكرية أو مبررات إطلاق النار، تترك الرصاصات ندوباً عميقة في الذاكرة الجماعية لسكان الساحل السوري. وبين كل صورة تُتداول، على السوريين أن يسألوا ذواتهم كم من الأطفال يجب أن يقتلوا حتى تقفل هذه الساحات المفتوحة على الدم؟

مشاركة المقال: