الثلاثاء, 13 مايو 2025 06:29 AM

لماذا تتجاهل الدراما السورية موضة "المسلسلات القصيرة"؟

لماذا تتجاهل الدراما السورية موضة "المسلسلات القصيرة"؟

تبرز ظاهرة "المسلسلات القصيرة"، أي التي تتراوح حلقاتها بين 10 و15 حلقة، في ظل التطورات السريعة التي يشهدها عالم صناعة الدراما، ويعكس نمط هذه المسلسلات توجهًا نحو تقديم المحتوى الدرامي بشكل أكثر اختصارًا وتركيزًا. وتكتسب المسلسلات القصيرة أهمية في عالم صناعة الفن والدراما، نظرًا إلى عدة عوامل تلعب دورًا في تعزيز مكانتها وتوسع انتشارها، إذ توفر للمشاهدين محتوى مكثفًا وسريعًا، يوافق أنماط الحياة الحديثة. كما أنها تتيح لصنّاعها فرصة لاستعراض أفكار مبتكرة وإبداعية، بشكل أكثر مرونة وأقل تكلفة، ما يزيد من تنوع وتعدد الأعمال المقدّمة.

سهلة الترويج

يمثل ظهور "المسلسلات القصيرة" تحولًا مهمًا في نمط الإنتاج وتفضيلات الجمهور، ويحقق نجاحات ملحوظة ويشهد رواجًا واسعًا في العديد من الدول، خاصة مع زيادة الاعتماد على منصات البث الرقمي والاحتياجات المتجددة للمشاهدين لقصص أكثر كثافة وإثارة. وفي الدول العربية، تعد مصر أكثر الدول التي اتجهت لإنتاج هذه الأعمال، وباتت تعتمدها في خريطتها الدرامية، سواء ضمن أعمال المواسم الرمضانية أو خارجها. الناقد الفني جوان ملا، قال لعنب بلدي، إن انتشار المنصات المخصصة لعرض الأعمال الدرامية، ومواكبة وضع الدراما العالمية التي اتجهت لهذا النمط، أسهما بولادة للمسلسلات القصيرة في الدراما العربية، لبيعها لمنصات العرض الرقمية، وبالتالي سارت شركات الإنتاج العربية بهذا النهج، كونها أكثر مشاهدة، وسهلة الترويج والبيع. وسر التوجه للمسلسلات القصيرة من قبل المشاهدين هو أحداثها السريعة، وابتعادها عن الملل، والجمهور بدأ ينحاز لهذه الأعمال، خاصة بعد انتشار منصات العرض كـ"نتفليكس"، بحسب ملا. ومع تزايد الاعتماد على منصات البث الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، بدأ هذا الشكل من المسلسلات يحقق انتشارًا واسعًا ويغير من معايير صناعة الدراما التقليدية، ليشكل بذلك موجة جديدة تضع أسسًا مختلفة لمستقبل المحتوى الترفيهي، يواكب تطلعات الجمهور المتزايدة للترفيه السريع والملخّص.

الدراما السورية تنأى عنها

لا تزال المسلسلات السورية تنأى عن التوجه لنمط الأعمال القصيرة، رغم وجود بعض المحاولات، لأن إنتاجها ما زال محصورًا بالموسم الرمضاني كل عام، الأمر الذي يبقيها بنمط مسلسلات الـ30 حلقة. وشهدت الدراما السورية خلال الموسم الرمضاني وجود بعض المسلسلات القصيرة، كمحاولة خجولة للحاق بهذا التحول، كمسلسلي "روز" و "يا أنا يا هي". الناقد جوان ملا يرى أن المسلسلات القصيرة السورية قليلة، والجمهور السوري ما زال معتادًا على مشاهدة مسلسلات الـ30 حلقة. وأرجع ذلك إلى أن شركات الإنتاج السورية ما زالت تروج لأعمالها في رمضان، وبالتالي يصعب بيع هذه المسلسلات القصيرة، كما أن غياب السوق المحلية (منصات عرض سورية) أسهم بعدم انتشار الأعمال القصيرة، والجمهور السوري لا يرغب بمشاهدة منصات العرض الرقمية، لأنه يفتقد أدوات الوصول لهذه المنصات.

ومن المتوقع أن تنتشر ظاهرة المسلسلات القصيرة، خاصة مع تطور التكنولوجيا وارتفاع الطلب على المحتوى المتميز والمختصر. كما أن هذا الاتجاه قد يفتح الباب أمام استثمارات أكثر تنوعًا وتحمل أفكارًا جديدة، ويمكن أن يُحدث ثورة في صناعة الدراما العالمية، ليصبح جزءًا أساسيًا من وسائل الترفيه الحديثة.

مشاركة المقال: