الإثنين, 19 مايو 2025 10:12 PM

كنز أثري في حمص: اكتشاف لوحة فسيفساء رومانية نادرة في قرية مريمين

كنز أثري في حمص: اكتشاف لوحة فسيفساء رومانية نادرة في قرية مريمين

عثرت شعبة التنقيب في دائرة آثار حماة بالمديرية العامة للآثار والمتاحف على لوحة فسيفساء أثرية في قرية مريمين جنوب مدينة مصياف، وذلك ضمن أعمال التنقيب الأثري الطارئ التي تقوم بها.

وقالت المديرية عبر حسابها في "فيسبوك" إن الكشف عن اللوحة التي بلغت أبعادها 4,30×2م تم أثناء حفر بئر ضمن أحد المنازل في المنطقة على عمق 2,5م، نفذت اللوحة بمكعبات حجرية صغيرة ملونة، وتقسم اللوحة إلى ثلاثة مشاهد: المشهد الرئيسي في الوسط، ويمثل الجزء العلوي من الربة تيكة (ربة الحظ) وبجانبها كتابة باللغة اليونانية: Ἀγαθὴ Τύχη. وترجمتها (حظ سعيد)، محاطة بإطار هندسي(مثمن) على شكل جدائل ويحيط بها ثماني لوحات مربعة عليها زخارف هندسية، واللوحتان الجانبيتان تضمان أشكال زخرفية هندسية وتؤرخ للعصر الروماني.

وشهدت منطقة مريمين سابقاً الكشف عن العديد من اللوحات الفسيفسائية من أهمها لوحة عازفات مريمين والمعروضة حالياً في متحف حماة.

وقال الباحث الأثري "ملاتيوس جغنون" لـ "زمان الوصل" إن لوحة العازفات في مريمين تظهر فرقة نسائية نبيلة الملامح محتشمة الهندام سورية السمات راقية القيافة وافرة الجمال قوامها ست سيدات تتراوح أعمارهن بين الربيع الثاني والثالث تقدم عرضا مسرحياً موسيقياً فإحداهن تخطو راقصة وتمسك بيديها صنجين ، وأخرى تعزف على آلة القيثارة ومن خلفهما فتاة تقرع بواسطة عصاوين على مجموعة طاسات موضوعة تليها موسيقية تستعد للنفخ في مزمار مزدوج، وتبدو فتاة أخرى وهي تعزف على آلة أرغن كبيرة أما الفتاة السادسة فترفع يدها وكأنها تتولى مهمة المايسترو في الاوركسترا الحديثة.

كذلك اكتشفت في بعض المناطق القريبة من مريمين صحون تمثل عازفات بيد إحداهن آلة ( الهارب ) ذات الأحد عشر وتراً كما عُثر ضمن مكتشفات الآثار الكلاسيكية التي يعود معظمها إلى نهاية العصر الهلنستي وأوائل العصر الروماني على تمثال برونزي يمثل راقصاً يقوم بقفزة أكروباتية أشبه بالباليه، وتمثال آخر لطفل يمسك بيديه صنجين وقد تقدمت قدمه اليسرى إلى الأمام كما لو كان يتهيأ لأداء رقصة ما .

وأطلق عالم الآثار " شارل ديل" على فن الفسيفساء السوري القديم اسم الفن الذي صنع للخلود ويختصر هذا الفن تاريخاً يزيد على الألفي عام ابتداءاً من عهد السلوقيين ملوك سوريا آنذاك عام 312 قبل الميلاد ، وتذكر الوثائق التاريخية أن أول من شجع فن الفسيفساء هو الراهب ( والهيفومين بطرس ) الذي أمر بصنع الفسيفساء على نفقته في كنيسة خاصة بالقديس جرجس في دير القدس، وتُثبت ترجمات كثيرة يونانية أيضاً فضل الفنانين السوريين في تطور الفسيفساء كما يتضح من الكتابات المدونة باليونانية والسريانية على لوحات فسيفساء أُكتشفت في دير القدس على بعد 45 كم من دمشق التي أعطت قيمة أثرية كبيرة للفسيفساء فيها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: