د.جورج جبور
لا ريب أن هناك خمس دول على الأقل ترى أن زيارة الرئيس ترامب كانت ناجحة جدًا، وهي الدول الثلاث المضيفة وسورية وأمريكا.
ولا ريب أن هناك امتعاضًا شعبيًا عربيًا عامًا من استمرار حرب الإبادة على أهل غزة، التي لم تهدأ وتيرتها خلال الزيارة، على الرغم من المحاولات لتضخيم التباين بين وجهتي نظر ترامب ونتنياهو إزاء جزئيات في تلك الحرب.
كيف سيكون التفاعل بين الدول الباردة تجاه الزيارة، وإلى جانبها المستبعدة منها وأهمها مصر، وبين الدول السعيدة بها؟
الأمل كبير طبعًا في "وحدة الموقف العربي" إزاء القضية الأساس التي ما وجدت القمم، منذ 1946، إلا لإيجاد الحلول لها، ألا وهي قضية فلسطين.
ستكون القمة صياغة ترضي الجميع، وللمسكنات دور.
سوف تدعم القمة خطة القمة الطارئة بشأن إعمار غزة، وسوف ترحب برفع العقوبات عن سورية وما يعنيه من تيسير التواصل الاقتصادي العربي، وسوف تستحضر، في الأرجح، خطة السلام العربية.
وستتم الإشادة بخطوات دولية لصالح قضية العرب الأولى، وستعطي إشارات دعم للمؤتمر السعودي–الفرنسي المزمع عقده في باريس قريبًا.
ضمن المسكنات، كما أرى ولي في الأمر مصلحة خاصة، الالتفات إلى مسألة دعم معنى "يوم اللغة العربية العالمي". علينا تلقيح معنى ذلك اليوم بنكهة ثقافية عربية ذاتية أسوة بالمعاني الثقافية للأيام العالمية للغات الأخرى. علينا رفض أن تبدو لغتنا وكأنها أدنى قيمة ثقافية من اللغات الرسمية الأخرى.
أعود إلى التجول في الميدان الأكبر، ميدان الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين المتوسع إلى الجوار، إلى أراضي الدولة التي أنا من رعاياها.
ماذا نستطيع أن نفعل؟
هل نغذي مشاعر المناهضة بعد المقتلة الاستشهادية التي تكاد تغير موقف العالم من الكيان الذي ما يزال لا يحظى باعتراف بعض الدول العربية؟
التساؤل ختام حق. ومع ذلك فثمة مكان لاقتراح بسيط.
أصدرت إنجلترا وعد بلفور وأصدرت شرحين له في 2002 وفي 2017.
ألا يمكن للقمة العربية، ومعها جهاز الأمانة العامة، التفكير في الدعوة إلى مؤتمر مرموق فكريًا، فكريًا، أكرر، يناقش الوعد وشرحي بريطانيا له، وما بتيسر من أمور شغلت منظمات العالم منذ خريف 2023، وغابت كلها عن زيارة ترامب؟ الموعد المقترح: 2 تشرين ثاني 2025.
الكاتب: هو رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي، ويعبر المقال عن رأيه.
دمشق. قبل ساعات من بدء أعمال القمة ظهر 17 أيار 2025. (موقع أخبار سوريا الوطن-١)
