السبت, 17 مايو 2025 05:23 PM

سوريا تتجه لطباعة عملة جديدة في الإمارات وألمانيا: هل نشهد حذف الأصفار وتحسنًا في قيمة الليرة؟

سوريا تتجه لطباعة عملة جديدة في الإمارات وألمانيا: هل نشهد حذف الأصفار وتحسنًا في قيمة الليرة؟

ذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصادر حكومية سورية أن دمشق تخطط لطباعة عملة جديدة في الإمارات وألمانيا بدلاً من روسيا، في خطوة تعكس التقارب المتزايد مع الدول العربية والغربية.

كانت الحكومة السورية السابقة قد اعتمدت على روسيا في طباعة الليرة، في ظل تدهور اقتصادي وتضخم حاد، مما أدى إلى انخفاض قيمة العملة. وتشير المصادر إلى أن هذا التحول يعكس تحسن العلاقات مع دول الخليج والغرب، حيث بدأت السلطات السورية في استكشاف إمكانية طباعة العملة في ألمانيا والإمارات في وقت سابق من هذا العام، وتسارعت هذه الجهود بعد تخفيف الاتحاد الأوروبي لبعض العقوبات على دمشق في فبراير الماضي.

وحول تأثير هذه الخطوة على قيمة الليرة السورية، أوضح الخبير الاقتصادي فراس شعبو أن تسعير العملة يعتمد على قوة الاقتصاد والاحتياطيات الأجنبية ومدى قبولها دوليًا، مؤكدًا على الحاجة إلى دعم دولي مادي ومالي ولوجستي لتحقيق زخم للعملة الجديدة. وأضاف أن استبدال العملة أو إزالة الأصفار يرتبط بقدرة الحكومة على دعم الإنتاج والموارد وإعادة تفعيل موارد الدولة، مشددًا على أن القيمة المكتسبة من حوامل الليرة هي الأساس، وأن وجود اقتصاد داخلي قوي واحتياطيات ذهب كافية أمر ضروري.

تواجه الحكومة السورية صعوبات في إنعاش الاقتصاد المنهار، بما في ذلك نقص الأوراق النقدية بعد أن أدت العقوبات الأوروبية إلى إنهاء عقد مع شركة أوروبية، مما دفعها للاعتماد على روسيا. وتلقت الحكومة شحنات من الأوراق النقدية والوقود والقمح من روسيا، في حين تسعى موسكو للحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا، مما يثير قلق الدول الأوروبية.

تجري السلطات السورية محادثات متقدمة مع شركة (عملات للطباعة الأمنية) الإماراتية بشأن صفقة طباعة العملة، بعد زيارة قام بها حاكم مصرف سوريا المركزي ووزير المالية إلى الإمارات. كما أبدت شركة (بوندسدروكيراي) الألمانية المدعومة من الدولة وشركة (جيسيك بلس ديفرينت) الخاصة اهتمامهما، لكن لم يتضح بعد أي منهما قد تتولى المهمة.

يرى الخبير شعبو أن تحقيق الاستقرار السياسي والحصول على الاعتراف والدعم الدولي ضروريان لتهيئة الظروف المناسبة لإنعاش الاقتصاد والعملة الوطنية. ويشدد على أن الاستقرار في قيمة الليرة، وليس بالضرورة ارتفاعها، هو الأهم في الوقت الحالي لخلق بيئة مناسبة للتجارة. وأشار إلى أن الحكومة بدأت بالفعل في اتخاذ إجراءات إيجابية، لكن الأمر يتطلب المزيد من الوقت والجهد.

ويؤكد شعبو على أن الأولوية الآن هي دعم البنية التحتية لتحقيق الاستقرار في الليرة، مشيرًا إلى أن التجار والمستهلكين بحاجة إلى استقرار سعر الصرف لضبط أرباحهم ومصروفاتهم. وفيما يتعلق بطباعة العملة، يرى ضرورة ضبط الكتلة النقدية الموجودة في السوق ونشر التوعية بشأن العملة الجديدة قبل تسعيرها.

تشهد الليرة السورية نقصًا في المعروض، ويعزو المسؤولون ذلك إلى تكديس المواطنين والجهات الفاعلة الخبيثة لليرة، بينما يقول المصرفيون إن السلطات تحد من التدفق النقدي في محاولة لإدارة سعر الصرف.

سجل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي استقرارًا صباح اليوم السبت، بعد انخفاض طفيف نهاية الأسبوع الماضي.

مشاركة المقال: