الجمعة, 16 مايو 2025 03:35 PM

حزب علوي جديد في سوريا: هل تنجح مساعي اللامركزية بدعم روسي؟

حزب علوي جديد في سوريا: هل تنجح مساعي اللامركزية بدعم روسي؟

عبد المنعم علي عيسى

منذ الانتداب الفرنسي، مروراً بالاستقلال والوحدة والانفصال، وصولاً إلى حكم حزب «البعث» الممتد، لم يشهد العلويون، بعد انخراطهم في الشأن العام، أي توجه لتأسيس حزب يعكس ثقافتهم الدينية أو يتحدث باسم طائفتهم. لقد فضلوا الانخراط في تيارات سياسية قومية أو يسارية، باستثناء تنظيم «الإخوان المسلمين» بسبب خلفيته العقائدية.

في عهد حافظ الأسد، قُمعت أي محاولة لتأسيس وجود سياسي أو ديني مستقل للطائفة العلوية. وعندما طرح طبيب الأسنان المهلب حسن فكرة إنشاء «مجلس أعلى للعلويين»، قوبلت الفكرة بالقمع.

بشار الأسد زجّ بالطائفة في صراع لم تكن فيه سوى وقود لمشروعه. وبعد ذلك، بدأ التفكير في إنشاء أطر قد تشكل غطاءً للطائفة، وهو ما تجسد في تأسيس «المجلس الإسلامي العلوي الأعلى»، الذي بقي محصوراً في طابعه الديني.

مؤخراً، انتشرت تقارير عن حراك في موسكو لتأسيس أول حزب علوي يمثل الساحل السوري، بهدف الدفع نحو حكم ذاتي للساحل مع ارتباط شكلي بدمشق. ووفقاً للمصادر، فإن رامي مخلوف سيتولى رئاسة الحزب.

ويرى البعض أن هذه الخطوة تأتي نتيجة توافق إقليمي دولي، وليس نتيجة إرادة داخلية لدى أبناء الطائفة العلوية، بسبب تحفظهم تجاه مخلوف وارتباطه السابق بنظام الأسد.

يهدف الحزب الجديد، الذي قد يحمل اسم «حزب العدالة الديموقراطي العلوي»، إلى رسم مشهد يعكس فشل السلطة المركزية في دمشق، مما يمهد لإقرار شكل من أشكال «اللامركزية». اختيار مخلوف لهذه المهمة يعود إلى تأثيره داخل الطائفة، خصوصاً لدى الذين تلقوا دعمه المالي.

مصدر مقرب من مخلوف أكد أن الأخير تخلى عن فكرة الميليشيات العسكرية، وأن تأسيس الحزب في مراحله اللوجستية الأخيرة.

مشاركة المقال: