الخميس, 1 مايو 2025 07:37 PM

جرمانا والغوطة: قصص تضامن إنساني تحدت الحصار والحرب

جرمانا والغوطة: قصص تضامن إنساني تحدت الحصار والحرب

رغم مرارة الحرب ومحاولات بث الكراهية، لم تنقطع خيوط الإنسانية بين السوريين. في زمن الحصار، سطرت مدينة جرمانا فصلاً من فصول البطولة الصامتة، حيث تحولت إلى شريان حياة لأهالي الغوطة المحاصرين، وملاذهم الطبي والإغاثي.

سناك سوري-دمشق

الناشطة النسوية لينا حليمة محمد، المعارضة السابقة وشقيقة رئيس تحرير جريدة قاسيون السابق جهاد محمد (المختفي قسراً)، تستذكر كيف ساهم أهالي جرمانا في مساعدة أشقائهم في الغوطة في أوج الحصار، وتذكر أسماء دفعت ثمن هذه المساعدة سنوات في المعتقلات.

وضاح عزام، أحد أبناء جرمانا، قضى أربع سنوات خلف القضبان لمجرد أنه فتح بيته لاستقبال جرحى من "الجيش الحر" لتلقي العلاج. أما ريهام جرماني، فقد تحول منزلها إلى مستودع للأدوية والمستلزمات الطبية التي كانت طريقها إلى الغوطة المحاصرة، حتى داهمت قوات الأمن منزلها ومنزل شقيقتها.

لم يكن وضاح وريهام وحدهما، فالعديد من أبناء جرمانا، من نشطاء ومتطوعين، سخروا خبراتهم وعلاقاتهم لخدمة المحاصرين ومساعدة النازحين الذين فروا من القصف إلى المدينة المجاورة بحثاً عن الأمان. من بينهم جلال نوفل، عامر الطرودي، خلود سابا، ومتطوعو الهلال الأحمر في جرمانا، الذين شكلوا معاً شبكة دعم إنساني خفية وصامدة.

في الوقت الذي كانت فيه الآلة الإعلامية تغذي الانقسام، كان هؤلاء يصنعون، بجهدهم الصامت، صورة أخرى لسوريا، صورة نحتاج اليوم أن نعيد روايتها.

اليوم، ونحن نبحث عن روايات تعيد بناء النسيج الاجتماعي المنهار، علينا أن نسلط الضوء على هذه الحكايات، على الجرأة التي دفعت أشخاصاً عاديين ليكونوا أبطالاً، وعلى التضامن الذي تخطى كل حدود الهويات المصطنعة.

إعادة بناء سوريا لا تبدأ بالقرارات من فوق، بل من الناس، من بيت ريهام، ومن قلب وضاح، ومن كل يد امتدت لتربت على وجع الآخر.

مشاركة المقال: