أكد خبراء وناشطون دوليون على الدور المحوري للعدالة الانتقالية في إعادة بناء سوريا بعد سنوات الصراع، معتبرين إياها ركيزة أساسية لاستعادة الثقة بين السوريين وتحقيق العدالة للضحايا، فضلاً عن تهيئة المناخ السياسي لمستقبل جديد.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان "مستقبل سوريا بعد سنوات من الصراع"، ضمن فعاليات منتدى الأمن العالمي في الدوحة. وشدد المشاركون على أن العدالة الانتقالية تتعدى المحاسبة لتشمل المصالحة، والاعتراف بالانتهاكات، وضمان عدم تكرارها، مؤكدين على أهمية التوافق الوطني والإرادة الدولية لتحقيق ذلك.
وأشار الخبراء إلى ضرورة مراعاة خصوصية الوضع السوري عند تطبيق العدالة الانتقالية، مقترحين إنشاء آلية مستقلة تحت إشراف خبراء محليين ودوليين، تتمتع بصلاحيات واسعة لتحديد مفهوم العدالة الحقيقية لضحايا الانتهاكات، مع الأخذ في الاعتبار تطلعات المجتمعات المحلية، وخاصة النازحين والمعتقلين وذوي المختفين قسراً.
وفي الختام، أعرب المشاركون عن قلقهم لعدم إيلاء العدالة الانتقالية الأهمية الكافية في عملية إعادة بناء سوريا، مؤكدين على ضرورة جعلها أولوية قصوى في المرحلة المقبلة لضمان استقرار البلاد.