الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:25 PM

تصعيد جنوب لبنان: حزب الله يتبنى القصف وإسرائيل تلجأ إلى مجلس الأمن - ما الرسائل الخفية؟

تصعيد جنوب لبنان: حزب الله يتبنى القصف وإسرائيل تلجأ إلى مجلس الأمن - ما الرسائل الخفية؟

مفاجآت وعجائب ظهرت في أعقاب جولة التصعيد الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان. تبني حزب الله لقصف مزارع شبعا بعشرات الصواريخ، وإعلان نصر الله عن "غزل مكشوف"، يمثل تطوراً خطيراً لم نشهده منذ سنوات.

هذا التبني للقصف، الأول من نوعه منذ ثلاث سنوات، يأتي بعد تنصل وتطييب خواطر خلال حرب غزة، وصمت خلال الغارات الإسرائيلية على مواقع الحزب في سوريا. هذا التغير يثير تساؤلات، خاصةً مع تزامنها مع وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة في إيران والتوترات المتبادلة بين إسرائيل وإيران.

المراقبون لم يعتادوا رد الحزب على "غارات اختبارية" على مناطق لبنانية، بل تبني القصف والتهديد بالتصعيد. المفاجأة الأكبر كانت تصريح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بعدم الرغبة في حرب شاملة.

حماس أعلنت تأييدها للمقاومة، والجيش اللبناني توعد إسرائيل بالرد، بينما لجأت تل أبيب إلى مجلس الأمن. وتزامن ذلك مع تحذير اليونيفيل من خطورة الوضع.

الأسئلة تتصاعد حول هذا الطور الجديد من "العداء اللايت" بين إيران وحزب الله وإسرائيل، خاصةً مع تأكيد الطرفين عدم رغبتهما بالتصعيد. هل يسعى الحزب لاستعادة صورته كمقاومة بعد حرب غزة واستهدافه في سوريا؟ أم أن الأمر يتعلق بتنفيذ أوامر إيرانية لتذكير إسرائيل بوجود قوة على حدودها قادرة على تغيير قواعد اللعبة؟

هل لعامل التوقيت المتزامن مع الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت واستمرار منع التحقيق مع المشتبه بهم علاقة؟ وصول رئيسي إلى الحكم في إيران وتأزم الوضع الداخلي في لبنان، ربما دفع نصر الله لإرسال رسالة مفادها أن الحزب وسلاحه قادران على العبث وتصدير الأزمة، قبل الاتفاق على حكومة جديدة ووصول المساعدات.

الخلاصة: لبنان هو موقع إيراني متقدم يسيطر عليه حزب الله بالوكالة، وينفذ أجندة طهران. إطلاق صواريخ من قرية شويا الدرزية دليل على رسائل الحزب بالسيطرة وإمكانية التوريط.

نصر الله نقل الرسالة الإيرانية بوضوح: الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان تطور خطير لم يحصل منذ 15 عاماً. والهدف من الرد هو تثبيت المعادلات القديمة، وأي غارة سيتم الرد عليها بشكل مناسب ومتناسب. إيران في مرحلة جديدة، وعليكم الاستمرار في لعبة العداء وبث الرعب.

*من كتاب "زمان الوصل"

مشاركة المقال: