الأحد, 4 مايو 2025 11:51 PM

تصاعد التوتر: غارات إسرائيلية قرب القصر الرئاسي في دمشق وتداعياتها على المنطقة

تصاعد التوتر: غارات إسرائيلية قرب القصر الرئاسي في دمشق وتداعياتها على المنطقة
تُعد الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا لاسيما تلك التي طالت محيط القصر الرئاسي، الحدث الأبرز على الساحة السورية لا سيما وأن “إسرائيل” تبرر تدخلها واعتداءاتها بحماية الطائفة الدرزية، وما زاد من أهمية الحدث هو دخول تركيا على خط المواجهة عبر تنفيذ طلعات جوية في منطقة عمل طائرات إسرائيلية أثناء الغارة التي استهدفت محيط القصر الرئاسي بدمشق. وفي هذا السياق، نشر الكاتب اليساري الإسرائيلي “جدعون ليفي” مقالاً في صحيفة “” العبرية مقالاً ترجمه موقع قناة “الجزيرة نت”، علّق فيه على تصريح وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي كان مفاده: “إن الأقليات في سوريا وعلى رأسها الطائفة الدرزية تتعرض لاضطهاد من قِبل الإدارة الجديدة في دمشق”، مضيفاً “أدعو المجتمع الدولي إلى عدم غضّ الطرف عن الأحداث الصعبة التي تشهدها سوريا في الأشهر الأخيرة”، إذ قال الكاتب “الإسرائيلي”: “يصعب علي أحياناً تصديق وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عندما يدعو المجتمع الدولي إلى القيام بدوره في حماية الأقليات في سوريا، وتحديداً الطافة الدرزية، من النظام وعصاباته الإرهابية، وألا يغض الطرف عن الأحداث الخطيرة التي تجري هناك”، مضيفاً أن “إسرائيل لطالما اشتُهرت بالعجرفة والوقاحة، لكن تصريح وزير خارجيتها جعلها تتفوق على نفسها هذه المرة بدعوته العالم للتدخل ومساعدة أقلية تتعرض للقمع من قبل حكومة في بلد آخر، في حين أن قادة سياسيين آخرين بدؤوا بالفعل في التحرك في هذا الشأن”. وأضاف “عندما يتحدث جدعون ساعر عن نظام قمعي وعصابات من الإرهابيين، عليه أن يتحدث أولا وقبل كل شيء عن بلده”، مشدداً على أنه “لا توجد في العالم دول كثيرة يزدهر فيها نظام حكم قمعي وعصابات من الإرهابيين مثلما يوجد في إسرائيل التي تُنكِّل بأبناء شعب آخر”. بدوره، استذكر مقال للكاتب اللبناني إياد أبو شقرا، ونشرته صحيفة ” التاريخ واستعرض سيناريوهات مشابهة لما تقوم به “إسرائيل” والنتائج التي تمخضت عن تلك السيناريوهات، وجاء في المقال: “لقد علمتنا تجارب السياسة أن رهان الأقليات على الدعم الخارجي والاستقواء به عبث قد يكون انتحارياً، وفي المقابل، دائماً ما كان دفع الأقليات إلى رهانات من هذا القبيل مدخلاً للتدخلات والاحتلالات الأجنبية”. وأضاف أبو شقرا، أن “لمن فاته قراءة خلفيات المسألة الشرقية، فإن الحماية الأوروبية للأقليات في المشرق العربي والبلقان وشمال أفريقيا ظلَّت لها إفرازاتها حتى اليوم، ومثلما دخلت فرنسا خلال القرن الميلادي التاسع عشر بلاد الشام عبر المجازر الدينية والمذهبية بين المسيحيين والموحدين الدروز في جبل لبنان، وبين السنّة والمسيحيين في دمشق، جاءت بدايات التدخل الاستعماري الفرنسي في الجزائر بذريعة حماية اليهود تحديداً آل بكري وآل بوجناح/ بوشناق”. وخلُص المقال “نحن العرب أضعف اللاعبين الإقليميين في الحسابات الدولية، ودولنا هي – لمزيد الأسف – الأسهل استباحة، إذ لا حماية الموحدين الدروز هاجس يقضُّ مضاجعَ القيادة الإسرائيلية، ولا الحكم السوري الحالي حصل على براءة من واشنطن أو تفويض مطلق من المجتمع الدولي للتصرف بسوريا كما يشاء”. وكذلك الكاتب صبحي فرنجية، فلم يكن متفائلاً بنتائج هذه التوترات وارتداداتها على الشرق الأوسط، إذ نشر في صحيفة “” مقالاً قال فيه: “من المتوقع أن تستمر إسرائيل على المدى القصير- وربما الطويل- باستخدام ورقة حماية الدروز ومواجهة النفوذ التركي لتبرير تدخلها في سوريا، وفي المحصلة يبدو أن إسرائيل تريد بقاء سوريا ضعيفة، هشّة عسكريا، ولا تمتلك مقومات الاستقرار، لأن ذلك يحمي “أمنها القومي” على حد تعبير كثير من القادة الإسرائيليين، لكن هذه السياسة أيضا هي تفخيخ للشرق الأوسط، قد يقود إلى انفجار يهدد الأمن الإقليمي والدولي، ومن غير المتوقع أن تسلم إسرائيل من ارتداداته الكارثية على أمنها القومي الذي تحاول حمايته”. يشار إلى أن “إسرائيل” بدأت منذ سقوط نظام الأسد، بالتدخل بالشأن السوري، إذ بدأت في البداية باحتلال أجزاء من أراضي الجنوب السوري، وبعدها انتقلت إلى تهديد الوجود العسكري التركي، وصولاً إلى ذريعة حماية الأقلية الدرزية التي قامت بخلالها بعملية غير مسبوقة وهي استهداف محيط القصر الرئاسي.
مشاركة المقال: