السبت, 3 مايو 2025 09:00 AM

"الوفاء لحلب": مبادرة أهلية تعيد الحياة إلى حلب الشرقية بدعم محلي ودولي

"الوفاء لحلب": مبادرة أهلية تعيد الحياة إلى حلب الشرقية بدعم محلي ودولي

انطلقت في مدينة حلب حملة أهلية واسعة النطاق تحت عنوان "الوفاء لحلب"، تهدف إلى المساهمة في إعادة ترميم المدينة ماديًا واجتماعيًا، وترسيخ مفهوم العمل الأهلي كجزء من مسار التعافي بعد سنوات الحرب. المبادرة التي يديرها عدد من الناشطين المحليين والمهنيين الحلبيين، تُنفذ بمشاركة مختلف الفئات المجتمعية، وبدعم مالي يُقدَّر بنحو مليوني دولار جُمعت من مانحين وشركاء محليين ودوليين.

انطلاقة من قلب الأحياء المنهكة

باشرت فرق العمل الميدانية في الحملة نشاطها في عدد من الأحياء الشرقية الأكثر تضررًا من الحرب، لا سيما: صلاح الدين، والمشهد، وكرم الجبل، إضافة إلى حي الشهباء الواقع ضمن الأحياء الغربية من المدينة. تركزت الأعمال في هذه المناطق على تنظيف الشوارع والساحات العامة من الركام والمخلفات الصلبة، ودهان الأرصفة وتأهيلها، بما يعيد للشارع بعضًا من حيويته، ويحسن من ظروف الحياة اليومية للسكان العائدين. كما شملت الأنشطة ترميمًا أوليًا وخفيفًا لبعض المناطق الحيوية في هذه الأحياء، خاصة تلك التي تشكل محاور عبور رئيسية أو تضم أسواقًا ناشئة، إضافة إلى إزالة مخلفات الحرب من محيط الأبنية المتضررة، التي لا تزال تشكل خطرًا صحيًا وإنسانيًا على السكان. وفي خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا، بدأت الحملة كذلك بتركيب إنارة في الشوارع الرئيسية والفرعية، بعد سنوات طويلة من الظلام شبه التام الذي خيّم على كثير من المناطق الشرقية منذ انتهاء المعارك.

مبادرة مجتمعية برؤية تنموية

تستند "الوفاء لحلب" إلى رؤية شاملة تسعى إلى تحويل الوفاء للمدينة من مجرد مشاعر وحنين، إلى برامج تنموية مستدامة. وتشمل المبادرة دعم قطاعات مختلفة مثل: التعليم، والصحة، والمهن، والتراث، والعمل المجتمعي، إضافة إلى جذب المغتربين وأبناء المدينة في الخارج للمشاركة في إعادة الإعمار، سواء من خلال الدعم المالي أو المعنوي أو المهني. رئيس الحملة عبد العزيز معربي أوضح لمنصة سوريا 24 أن "المبادرة متكاملة وتضم أبناء المدينة من مختلف الفئات والمهن"، مضيفًا أن "الهدف الرئيسي هو تعزيز النسيج المجتمعي داخل حلب، وإعادة الألفة والثقة بين السكان بعد سنوات الانقسام والمعاناة". وأكد معربي أن الحملة نجحت حتى الآن في جمع نحو مليوني دولار، سيتم صرفها على مشاريع مدروسة تشمل قطاعات خدمية وإنمائية، ضمن أولويات واضحة وآليات تنفيذ ومتابعة ميدانية، مشيرًا إلى وجود شركاء داعمين من منظمات محلية ومغتربين".

حكمت مرجانة، وهو معتقل سابق كبير في السن، يقول لمنصة سوريا 24: "بعد سقوط النظام، بات من الواجب علينا أن نبني سوريا الجديدة، الحديثة، بسواعد وهمة الشباب"، مضيفًا: "رغم كبر سني، أشارك اليوم في حملة الوفاء لحلب، لأن لا يد واحدة تصفق، ولا أحد يحمي السوريين سوى تكاتفهم". أما هبة محمد، متطوعة ضمن الفريق الطبي، فتصف تجربتها بالإنسانية بالدرجة الأولى، وتقول لمنصة سوريا 24: "نزلنا إلى الشارع لزيادة وعي الناس بمناسبة فصل الصيف والأمراض المرتبطة به. نسأل الناس عن أهمية الصحة ونوزع منشورات. من المهم أن يشعر المواطن أن هناك من يهتم به".

رسالة الحملة: "حلب تحتاج الجميع"

لا تكتفي "الوفاء لحلب" بإعادة ترميم الشوارع والبنى المتآكلة، بل تسعى كذلك إلى إعادة ترميم الثقة والأمل بين أبناء المدينة. وتوجه المبادرة رسائل مفتوحة إلى المغتربين وأبناء المدينة في الخارج للمشاركة، ولو رمزيًا، في إعمار حلب. فكما تقول الحملة في أحد بياناتها: "في قلب كل مغترب حبة زيتون من شجرة حلبية… لا تنسوا مدينتكم. الوفاء يعني أن نعود، ولو بقطرة."

مشاركة المقال: