الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:39 PM

التضخم يضاعف تكاليف الولادة في المشافي الخاصة بمناطق النظام

التضخم يضاعف تكاليف الولادة في المشافي الخاصة بمناطق النظام
تشهد تكلفة الولادة القيصرية في سوريا تفاوتاً كبيراً بين مستشفى وآخر، حيث تراوحت التكاليف في المستشفيات الخاصة بدمشق بين 5 و10 ملايين ليرة سورية، بينما كانت الأسعار أقل في مستشفيات ريف دمشق. ووفقاً لتجربة السيدة "فداء"، التي أجرت ولادة قيصرية قبل عام ونصف بتكلفة 3 ملايين ليرة، ارتفعت التكلفة في الشهر الماضي إلى 8 ملايين ليرة في نفس المستشفى، وصديقتها دفعت 10 ملايين ليرة في المستشفى ذاته، ما يعكس ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار. أما "أم عمر"، فأوضحت أن تكلفة الولادة القيصرية في ريف دمشق بلغت 4 ملايين ليرة سورية قبل أربعة أشهر، في حين أشارت طبيبات مختصات إلى أن التكاليف قد تختلف بناءً على شهرة الطبيب والمستشفى وارتفاع أسعار المواد الطبية مثل التخدير. كما لفتت الطبيبات إلى أن إجراء العملية القيصرية خارج المستشفيات المتعاقدة يمكن أن يزيد التكلفة بنحو مليون ليرة سورية. مع ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، تضطر العديد من السيدات، مثل "رهف"، إلى طلب دعم الجمعيات الخيرية، حيث حصلت على مساعدة لتغطية جزء من تكاليف عمليتها القيصرية الأولى قبل أربع سنوات، مؤكدة أهمية هذا الدعم في ظل الأعباء الاقتصادية المتزايدة. من جهة أخرى، تبحث سيدات يعملن في وظائف حكومية، مثل "رؤى"، عن مستشفيات خاصة متعاقدة مع مؤسسة التأمين للتخفيف من التكلفة. بالنسبة للولادة الطبيعية في المستشفيات الخاصة بدمشق، تراوحت تكاليفها بين 800 ألف ومليوني ليرة سورية، وفقاً للرصد الأخير. وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور علي محسن، مدير مستشفى الزهراوي في دمشق، أن تكلفة الولادة القيصرية في القسم الخاص بالمستشفى تبلغ حوالي 1.7 مليون ليرة سورية، بينما تتضاعف في المستشفيات الخاصة الأخرى لتصل إلى أربعة أضعاف. وأضاف أن العمليات القيصرية في القسم العام بالمستشفى تُجرى مجاناً، مشيراً إلى أن ارتفاع تكاليف الولادة يرتبط بزيادة أسعار المواد الطبية. على صعيد آخر، تواجه المستشفيات الحكومية في سوريا انتقادات بسبب سوء الخدمات وغياب الخصوصية، ما يدفع العديد من السيدات لتفضيل المستشفيات الخاصة رغم تكاليفها الباهظة. كما أشار مدير مستشفى حكومي إلى أن العمليات الجراحية المعقدة مثل القيصرية قد تصاحبها مضاعفات أكبر، لا سيما في الحالات التي تتطلب تكرار القيصرية، مثل المشيمة المنزاحة. شهدت معدلات الولادة في سوريا انخفاضاً واضحاً خلال السنوات الأخيرة، حيث تسجل تقارير أن ارتفاع التكاليف الاقتصادية كان من الأسباب الرئيسية لهذا التراجع. وفقاً لتقديرات المكتب المركزي للإحصاء، تم تسجيل 633,619 حالة ولادة في العام 2022، بانخفاض ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة.
مشاركة المقال: