الثلاثاء, 6 مايو 2025 12:23 AM

الألغام تحصد أرواح المدنيين في ريف حماة: عودة محفوفة بالمخاطر وجهود مستمرة لإزالة الموت

الألغام تحصد أرواح المدنيين في ريف حماة: عودة محفوفة بالمخاطر وجهود مستمرة لإزالة الموت

تشهد مناطق متعددة في ريف حماة الشمالي والشرقي انتشاراً واسعاً للألغام الأرضية ومخلفات الحرب، ما يشكل خطراً كبيراً على حياة السكان المحليين، خاصة مع عودة بعضهم إلى قراهم بعد سنوات من النزوح القسري. وتوزعت تلك الألغام، حسب مراسل منصة سوريا ٢٤، بشكل كثيف في عدة مواقع كانت سابقاً خطوط تماس بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام السابق خلال السنوات الماضية.

مناطق انتشار الألغام بحسب الضحايا والمعلومات الميدانية:

ريف حماة الشمالي: صوران الزكاة الأربعين حصرايا تل ملح الجبين كفر نبودة المغير الحماميات منطقة الغاب الشرقي بالكامل ناحية الحمرا شرق مدينة حماة

وأوضح مراسل منصة سوريا ٢٤ في حماة، أن هذه المناطق تُسجل باستمرار حوادث انفجارات ناتجة عن ألغام وذخائر غير منفجرة، أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وهو ما يثير حالة من القلق لدى الأهالي الراغبين بالعودة إلى ديارهم.

وذكر مراسلنا أن عمليات تمشيط وتنظيف المناطق الملوثة بالألغام تجري منذ فترة تحت إشراف مباشر من إدارة المنطقة الوسطى وبمشاركة عدد من المنظمات المتخصصة في إزالة المخلفات الحربية.

وفي أبريل/نيسان الماضي، واستجابة لشكاوى ومطالبات الأهالي في ريف حماة الشمالي، وجّه محافظ حماة فرق الهندسة التابعة لوزارة الدفاع بإرسال كاسحات ألغام إلى القرى المتضررة بهدف تأمين عودة آمنة للمهجرين. ولا تزال هذه الجهود لا تزال مستمرة رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهها الفرق بسبب اتساع مساحة المناطق الملوثة وكثافة الألغام المزروعة.

وحسب تقديرات وزارة الدفاع إن حجم المناطق الملوثة بالألغام والذخائر غير المنفجرة في مختلف المحافظات السورية كبيرة جداً، وتنقسم إلى ثلاثة مصادر رئيسية:

  • الألغام التي زرعها نظام الأسد السابق خلال المعارك ضد الفصائل المعارضة.
  • الألغام والعبوات الناسفة التي خلفها تنظيم داعش في المناطق التي سيطر عليها.
  • مخلفات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مناطق شمال شرق البلاد.

وتنتشر الألغام بشكل خاص في الأراضي الزراعية وفي داخل المنازل المهجورة، ما يجعل عملية إعادة الاستقرار أكثر تعقيداً، ويحد من قدرة السكان على استعادة حياتهم الطبيعية.

وخلال الأشهر الأخيرة فقط، سجلت منظمات محلية ودولية عدة حالات وفاة وإصابات خطيرة نتيجة انفجار ألغام أو ذخائر غير منفجرة في مناطق الريف الحموي، وخاصة في قرى مثل كفر نبودة والحمرا والجبين.

وغالباً ما تكون الضحايا هم الأطفال والنساء الذين لا يمتلكون الخبرة الكافية للتعرف على مخاطر هذه المواد.

وعلى صعيد متصل، تواصل فرق الدفاع المدني السوري جهودها الكبيرة لإزالة مخلفات الحرب وتوعية السكان بمخاطرها، فقد نفذت الفرق منذ 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وحتى 1 أبريل/نيسان 2025: أكثر من 1450 عملية إزالة، تم خلالها التخلص من 2059 ذخيرة غير منفجرة إضافة إلى تنفيذ 370 عملية مسح غير تقني لتحديث الخرائط الخاصة بالمناطق الملوثة، وإجراء 690 جلسة توعية استفاد منها حوالي 14,843 شخصاً، حيث تهدف هذه الحملات إلى تقليل معدل الإصابات بين المدنيين، ورفع مستوى الوعي المجتمعي حول كيفية التعامل مع المخلفات الحربية.

ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المحلية، إلا أنها ما زالت بحاجة إلى دعم دولي أكبر من حيث التمويل والتجهيزات والأدوات المتقدمة، خاصة مع تزايد عدد الضحايا واتساع مساحة المناطق الملوثة. كما تطالب منظمات حقوق الإنسان بتوفير حماية أكبر للأهالي العائدين، واعتماد خطة شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية وتأمين عودة آمنة وكريمة.

ووسط كل ذلك، تبقى ألغام الحرب الدامية التي شهدتها سوريا عبر العقد الماضي، كابوساً متأصلاً في حياة المدنيين، وخاصة في مناطق ريف حماة. ومع استمرار عودة السكان إلى قراهم رغم الخطر، تتزايد الحاجة إلى تدخل عاجل لتطهير هذه المناطق وحماية المدنيين من مخلفات الحرب التي لا تزال تقتل حتى بعد انتهاء المعارك.

مشاركة المقال: