الأحد, 4 مايو 2025 01:37 PM

ارتفاع جنوني في إيجارات طرطوس يفاقم الأزمة المعيشية رغم ركود سوق العقارات

ارتفاع جنوني في إيجارات طرطوس يفاقم الأزمة المعيشية رغم ركود سوق العقارات

في ظل ركود كبير يشهده سوق العقارات نتيجة تراجع حركة البيع والشراء، تشهد إيجارات العقارات في محافظة طرطوس ارتفاعاً مستمراً، متجاهلةً الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها السكان.

أكد عدد من أصحاب المكاتب العقارية في طرطوس أن إيجارات العقارات، سواء للمنازل أو المكاتب أو المحال التجارية، لا تزال في تصاعد مستمر. تبدأ إيجارات المنازل بمليون ونصف ليرة سورية، وقد قام بعض أصحاب العقارات برفع الأجرة مؤخراً، على الرغم من تدهور الأوضاع المادية للناس، مما أدى إلى خروج العديد من العائلات من منازلها. على سبيل المثال، تبلغ قيمة إيجار منزل خالٍ من الأثاث ولا تتجاوز مساحته التسعين متراً، 18 مليون ليرة سنوياً، بينما تبلغ إيجار المنازل الأكبر قليلاً مليوني ونصف المليون ليرة شهرياً، أي 30 مليوناً في العام. هذه الأرقام تتجاوز قدرة الكثير من العائلات، خاصة في ظل تراجع المداخيل بشكل كبير نتيجة فقدان البعض لوظائفهم أو تراجع الحركة الاقتصادية وتجمد الأرصدة البنكية وتراجع القدرة الشرائية.

كما أكد تجار في سوق النسوان الشعبي أن أصحاب المحال رفعوا الإيجارات بنسبة 25 بالمئة، علماً أن البيع والشراء تراجع بنسبة 60 بالمئة نتيجة غياب أبناء القرى عن المدينة في ظل الأوضاع الأمنية الحالية. وبالرغم من ذلك، قام العديد من أصحاب العقارات بزيادة مفاجئة للإيجارات مع التهديد بالإخلاء.

وأشار تجار آخرون إلى أن طمع أصحاب العقارات، نتيجة حاجة الناس للعقارات من جهة وصعوبة شرائها من جهة أخرى بسبب غياب التسجيل العقاري وعجز الشباب والعائلات عن شراء عقار، إضافة إلى انخفاض قيمة الدولار بعد سقوط النظام البائد، هو السبب وراء هذا الارتفاع. ضربوا مثلاً أن منزل كان يُؤجّر بقيمة مئة دولار في السابق، كانت تعادل مليون ونصف، بينما اليوم تقرب من المليون فقط، ما دفع العديد من أصحاب العقارات إلى طلب المزيد عند تجديد العقود ليصبح مئتي دولار لتعادل نسبة أرباحهم.

وأشاروا إلى أن هناك الكثير من العقارات المعروضة للبيع في العديد من المكاتب العقارية نتيجة تزايد حركة السفر والهجرة والحاجة المادية لعوائل فقدت وظائفها، ولكن الإيجارات تبقى أقل بشكل كبير، ولاسيما بالنسبة للمنازل قياساً بطلب السوق اليوم.

واعتبروا أن سوق العقارات اليوم في أسوأ حالاتها وهناك انخفاض كبير في أسعارها، وبالتالي هذا يتنافى مع ارتفاع الإيجار لأنه في السابق كان المالك يتحجج بقيمة العقار المرتفعة قياساً بإيجاره، ولكن اليوم لم نشهد انخفاضاً طردياً بمحافظة طرطوس وهذا يعود للطلب وتمسك المستأجر بالعقار وصعوبة نقل الأثاث في ظل ارتفاع النقل وصعوبة إيجاد البديل.

مشاركة المقال: